عن مؤتمر الحزب الشيوعي الحاكم في الصين الشهر المقبل

عن مؤتمر الحزب الشيوعي الحاكم في الصين الشهر المقبل
Spread the love

بقلم: د.نادية حلمي* — دعت اجتماعات الدورة الكاملة السادسة للجنة المركزية (الثامنة عشرة) للحزب الشيوعي الصيني يوم الخميس الموافق 27 أكتوبر 2016 جميع أعضاء الحزب للالتفاف حول قيادة الحزب “شي جين بينغ” باعتباره “جوهر الحزب”، مع تجديد الثقة به باعتباره القائد “الأساسي” للحزب، وعلى الرغم من رمزيتها، إلا أن خطوة منح شي وضع “جوهر الحزب” تعكس اعتزازه بنفسه باعتباره واحداً من أقوى زعماء البلاد منذ عقود. كانت الجائزة قد منحت للقادة السابقين بما في ذلك الإصلاحي الشهير “دينغ شياو بينغ”، والرئيس السابق “جيانغ تسه مين”، لكن الرئيس السابق “هوجينتاو” لم يحصل عليها. وجاء الاعلان بعد اجتماع لــ 400 من كبار قادة الحزب في “بكين”، والذي يعرف باسم “الاجتماع الكامل السادس” لمناقشة التغيرات على هيكل وقواعد السلوك في الحزب.
ودعا الاجتماع الرئيسي للحزب الشيوعي الصيني (CPC) الثامن عشر فى اجتماعاته خلال أكتوبر 2016 جميع أعضائه إلى “توحيد وثيقة حول اللجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى مع الرفيق شي جين بينغ باعتبارها “جوهر الحزب”، مع وضع الخطوط الرئيسية لدورة الحزب (التاسعة عشر) خلال شهر مارس 2017.

وحث بيان الحزب الثامن عشر أيضاً جميع الأعضاء بالحزب على أن يصبحوا أكثر وعياً بضرورة التمسك بالنزاهة السياسية، مع الوضع فى الاعتبار الصورة الأكبر للرئيس “شي” باعتباره “جوهر القيادة الصينية”، ويعمل باستمرار مع السياسات العامة للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى. كما أكد البيان أيضاً: “بأنه علينا جميعاً أن نبني بيئة سياسية نظيفة، والتأكد من أن وجود حزب يوحد ويقود الناس إلى فتح آفاقا جديدة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية”.

وترجع أهمية المؤتمر القادم الــ 19 للحزب فى شهر مارس 2017 إلى توقع أن يتقاعد في هذا المؤتمر أغلبية أعضاء اللجنة الدائمة للمكتب السياسى مع سعى مندوبي الحزب في المؤتمر التاسع عشر فى خريف عام 2017 لانتخاب قيادة جديدة للحزب الشيوعي الصيني، بما في ذلك اللجنة المركزية والأعضاء المناوبين للجنة المركزية لفحص الانضباط. ومن المتوقع أيضاً خلال اجتماع الجنة المركزية الجديدة، أن يتم عقد انتخابات الأمين العام، المكتب السياسي، اللجنة الدائمة للمكتب السياسى (أعلى هيئة لصنع القرار) واللجنة العسكرية المركزية.

– ما هو على جدول أعمال المؤتمر الــ 19 للحزب الشيوعى الصينى؟

كل عام في شهر مارس، يحمل الحزب الشيوعي الصيني جلستين عامتين، واحدة للمشرعين الكبار فى الحزب، والذي يعرف باسم المؤتمر الشعبي الوطني (مجلس الشعب) National People’s Congress (NPC) والأخرى لأعلى هيئة استشارية سياسية فى الحزب، والتى تعرف بــ “المؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى” (المؤتمر الاستشارى). حيث يعمل المؤتمرين الشعبى والسياسي جنباً إلى جنب – فيما يعرف باجتماعات “الدورتين” – فى اجتماعات مكثفة لهما من أجل وضع جدول أعمال الحكومة لهذا العام.

وقد تداولت أهم البنود والقرارات التى سيتم مناقشتها خلال عقد المؤتمر الوطني الـــ 19 للحزب الشيوعي الصيني أثناء انعقاد الجلسة العامة السادسة للجنة المركزية الــ 18 للحزب الشيوعي الصيني فى 27 أكتوبر 2016.

وقال البيان الذي أصدرته اجتماعات الجلسة العامة السادسة للجنة المركزية خلال شهر أكتوبر 2017 بأن المؤتمر الوطني الــ 19 للحزب الشيوعي الصيني هو الحدث الرئيسي في الحياة السياسية للحزب والدولة، لذا فإنه يتعين خلال المؤتمر التاسع عشر العمل على التنفيذ الشامل لروح المؤتمر الوطني الــ 18 للحزب الشيوعي الصيني، فضلا ًعن الالتزام بما تم الاتفاق عليه فى الجلسات العامة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة للجنة المركزية الـ 18 للحزب الشيوعي الصيني، وفقاً للبيان.

ولعل ما لاحظته الباحثة، هى أنه في الفترة التي تسبق المؤتمر الوطني الــ 19 للحزب الشيوعي الصيني المنتظر عقده فى شهر مارس 2017، يحرص الاعلام الصينى المركزى وعلى رأسها التلفزيون المركزى الصينى الــ “سي سي تى فى” CCTVوالقنوات المحلية الأخرى فى الصين على حشد وقيادة الناس من جميع الأعراق على المضي قدماً بثقة راسخة في قيادتهم السياسية برئاسة القيادة الحالية للرئيس “شي جين بينغ”، فضلاً عن تذكير الصينيين بأهم أعمال الحزب والدولة وحرصهم على رضاء مواطنيهم من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن حماية التناغم الاجتماعي والاستقرار فى البلاد.

أن الجلسة الكاملة فى خريف عام 2017 ستركز على الخطة المقبلة للصين لمدة خمس سنوات. مع العلم أنه تم تشغيل الخطة الخمسية للصين من قبل الحزب الشيوعى اعتباراً من عام 2016 حتى عام 2020، وفى خلال المؤتمر الشعبي الوطني، في مارس المقبل سيبحث قادة الحزب وضع النقاط الرئيسية لتنفيذ الأجندة المتفق عليها فى الخطة الخمسية الجديدة للصين.

ومن المنتظر أن تركز الخطة الخمسية الجديدة على الاستمرار في تحويل نموذج النمو الصيني بعيداً عن الاعتماد على الصادرات مع التركيز على الاستثمار الواسع في البنية التحتية والصناعية وصولاً نحو تحقيق نموذج نمو أكثر استدامة يركز على الاستهلاك. وفى خلال اجتماعات الحزب فى دورته الـ 19، سيتم اعتماد الخطة الخمسية القادمة في جميع أنحاء الصين للمساعدة فى علاج تباطؤ النمو الاقتصادي.

كما أنه من المتوقع أيضاً خلال اجتماعات الحزب فى مارس 2017 أن تناقش الخطة الخمسية دعم الإنفاق على حماية البيئة، وزيادة الإنفاق على الرعاية الاجتماعية ودفع المزيد من التحرير المالي فى البلاد، بما في ذلك تعزيز تدويل العملة الصينية المحلية والتى تعرف بــ “اليوان” أو “الرنمينبي”.

وتتوقع الباحثة أيضاً أنه من المتوقع أيضاً أن يسعى قادة الحزب خلال الدورة المقبلة فى مارس 2017 لمناقشة التدابير قصيرة الأجل على كيفية دعم النمو الاقتصادي الصينى خاصة بعد هبوط سوق الأسهم هذا الصيف، وانخفاض قيمة العملة كأبطأ معدل نمو تشهده الصين منذ عام 2009.

ومن الأمور الطريفة التى تستوقف الباحثة دوماً خلال اجتماعات “الدورتين” للحزب هى حرص عدد من الأقليات الصينية لإظهار أن المجموعات العرقية يتم معاملتها على قدم المساواة في الصين، فهناك صورة مشابهة تكاد تتكرر كل عام، من وجود عشرات المندوبين الأعضاء فى المؤتمرين الشعبي والسياسي للحزب الشيوعى الحاكم فى الصين، والذين يمثلون مختلف الجماعات العرقية في الصين بأزياء جماعاتهم العرقية والأثنية التقليدية، وهو يمشون يداً بيد، ويمشون إلى الأمام في خط متوازى، والابتسامة لا تفارقهم على ضوء الشمس الساطع – وذلك مع اختيار خلفية معبرة لصورهم التى تهتم بها وسائل الاعلام الصينية والعالمية – هي البوابة الأمامية لقاعة الشعب الكبرى، باعتبار أنها الشعار الوطني المعبر عن مختلف انتماءاتهم العرقية والأثنية فى البلاد.

– إنجازات الحزب الشيوعى الحاكم فى عهد قيادة “شي جين بينغ” قبل انعقاد المؤتمر الوطني الــ 19 للحزب الشيوعي الصيني فى شهر مارس 2017

1- نجاح الرئيس شي جين بينغ فى وضع خطة محورية قابلة للتنفيذ للقضاء على الفقر: أعلن شي جين بينغ، رئيس الصين ورئيس الحزب الشيوعي، في خطاب ألقاه يوم 16 اكتوبر 2016، أنه يريد إخراج أكثر من 70 مليون فقير فوق خط الفقر خلال السنوات الخمس المقبلة. فمنذ انعقاد المؤتمر الوطني الــ 18 للحزب الشيوعي الصيني في شهر نوفمبر عام 2012، عمل الرئيس “شي جين بينغ” أكثر من 30 رحلة داخلية شملت مختلف الأنحاء والمقاطعات فى الصين، كان الهدف الرئيسي من جولاته هو الحد من الفقر بتركيز كبير. وأكد الرئيس “شي” فى جولاته بأن: “المهمة الرئيسية له وللحزب وللعالم الذي شارك فى منتدى التنمية في بكين هى الحد من الفقر العالمي والقضاء على الفقر والتى تعد مهمة مشتركة للبشر”. وتزامن ذلك مع تعهد الحكومة الصينية على سن المزيد من السياسات لرفع 70 مليون الفقراء في البلاد فوق خط الفقر بحلول عام 2020. وهذا وقد صادف يوم 17 أكتوبر 2016، بأنه “اليوم الوطنى للصين للقضاء على الفقر وإغاثة المحتاجين”، مع محاولات جادة من قبل الرئيس “شي” لانتشال الناس من الفقر خلال السنوات الأربع الماضية.

وتتذكر الباحثة جيداً أنه خلال زيارة قام بها الرئيس “شي جين بينغ” إلى مقاطعة “هونان” Hunan الفقيرة فى الجنوب الصينى، قال “شي” بأنه: “ينبغي أن يتم التخفيف من حدة الفقر في المنطقة مع عمل السياسات المستهدفة لذلك، بما في ذلك تحسين جودة الزراعة والتعليم”. وقال: “يجب أن تستند خطط التخفيف من وطأة الفقر على مواقف حقيقية” مؤكداً على أنه “يجب أن تستهدف جماعات معينة في حالات معينة، وينبغي تجنب استخدام الشعارات الجوفاء بلا معنى بصوت عال دون أن يرافق ذلك تطبيق حقيقي على أرض الواقع للتخفيف من حدة الفقر فى البلاد.”

2- نجاح الرئيس شي جين بينغ فى استقرار الصين اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً: حيث أنه بفضل السياسيات الناجحة لــ “شي” جنب البلاد من أزمة اقتصادية كبيرة وحال دون انهيار العملة الصينية (اليوان)، فضلاً عن حفاظه على الاستقرار السياسي، من خلال إطلاق عدد من المشاريع الوطنية والدولية التى وضع حد أقصى لتنفيذها عشر سنوات بدءاً من تاريخ حكمه للبلاد فى شهر مارس 2013، والأمر المدهش بالنسبة للباحثة هو الحرص المتزايد للرئيس “شي” على مخاطبة روح القومية المتشددة لدى البعض عندما يريد حشد المواطنين وراء سياساته، وهو ما نجح فيه نجاحاً منقطع النظير من وقوف الجميع خلفه ومباركة سياساته، وهو الأمر الذي دفع مؤخراً الحزب الشيوعي خلال اجتماعات الدورة (الثامنة عشر) للحزب إلى إعطائه لقب “جوهر الحزب” فى إشارة لقدرته الفائقة على توحيد الجهود وخدمة البلاد.

3- نجاح الرئيس شي جين بينغ فى وضع وتأليف كتاب عالمى يحظى بسمعة دولية ومترجم لعدة لغات عن خلاصة تجاربه بعنوان “فن الحكم والادارة” فى عام 2004: حيث يعد كتاب “شي” عن “نظام الحكم والادارة في الصين” بمثابة مجموعة من الفلسفات والخطب السياسية منذ نوفمبر 2016 حتى يونيو 2014، وهو الكتاب الذي وضعه بين أفضل 50 لاعباً حقيقياً مؤثراً في “السياسة والحكومة الآسيوية”، وذلك ضمن فئة التصنيف العالمي لموقع الأمازون الشهير. وفي العام نفسه، أصدرت “دار نشر جامعة جياو تونغ شنغهاي” ‘Shanghai Jiao Tong University Press’ كتاب آخر بعنوان “سحر الكلمات لشي جين بينغ” ‘Approachable: The Charm of Xi Jinping’s Words’ وهى عبارة عن مجموعة مقتبسة من خطب وشعارات ومقولات وأعمال الرئيس “شي”.

4- نجاح الرئيس شي جين بينغ فى وضع شعاره “الحلم الصينى” على الطريق الصحيح والتفاف الصينيين حوله بفضل سياساته الناجحة داخلياً وخارجياً: رفع الرئيس “شي” رسمياً شعار “الحلم الصينى” منذ تولى سدة الحكم فى مارس 2013، ونجح فى تحقيق “حلم” الصين كزعيم عالمي على الساحة الدولية، وهذا يتفق مع شعار الرئيس “شي” الجديد “دبلوماسية القوى الكبرى ذات الخصائص الصينية” “Big power diplomacy with Chinese characteristics” وهذا يعني أن الصين لن تسعى لزيادة نفوذها العالمي بل تبني أفكار جديدة للعلاقات الدولية دون التدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخرى. وعزز الرئيس “شي” من تحقيق “الحلم الصينى” بدعم بلاده للبنية التحتية الآسيوية وبنك الاستثمار الآسيوى وإتفاقيات تغير المناخ العالمي وحتى العرض العسكري للصين يوم 3 سبتمبر 2016 الذي أكد للعالم أجمع أن الصين فى عهد “شي” ماضية فى تحقيق حلمها، مع سعى البلاد فى عهد “شي” لتعزيز وضع إطار جديد للعلاقات الدولية في جميع البلدان. والهدف من هذا الإطار كما قال “شي” هو “المصير المشترك لجميع الجنس البشري” “Common destiny for all human kind” وبالفعل، نجح الرئيس “شي” فى تحقيق حلم الصين وزيادة نفوذها وقوتها الاقليمية والعالمية، لا سيما في أفريقيا وأمريكا اللاتينية حيث التنمية لا تزال على رأس الأولويات.

5- نجاح الرئيس شي جين بينغ فى إطلاق مبادرة “الحرير والطريق” أو ما تعرف اختصاراً باسم مبادرة “عبور” أو “حزام واحد… طريق واحد” “One belt, one road” (OBOR) لربط العالم كله اقتصادياً بالصين: حيث حظيت مبادرة الطريق والحرير بدعم أكثر من 50 دولة حتى الآن لإعادة إحياء طريق الحرير القديم الاقتصادي القديم للصين، مما يدل على قيمتها الاقتصادية القصوى للعالم من أجل الانتهاء من تنفيذها والانتهاء منها فعلياً خلال 10 أو 20 سنة من الآن.

6- نجاح الرئيس شي جين بينغ فى تحقيق إنجاز كبير آخر للدبلوماسية الاقتصادية للصين بقرار صندوق النقد الدولي IMF لتشمل اليوان الصيني (الريمينبى) (Renminbi) في سلة احتياطي عملتها: وتم ذلك بفضل جهود “شي” حيث ستبرز آثار إيجابية هذا القرار خاصة على المدى الطويل بالنسبة للنظام المالي الدولي والإصلاحات الاقتصادية الخاصة بالصين والتنمية، وهو الأمر الذي يؤكد تنامي نفوذ الصين ومكانتها في الاقتصاد الدولي فى عهد قيادة الرئيس “شي” باعتبار أن الصين هى واحدة من القوى الكبرى المحركة للاقتصاد العالمي.

7- نجاح الرئيس شي جين بينغ فى تعزيز مشاركة الصين المتفاقمة في الحوكمة العالمية Global Governance باعتبارها اتجاهاً رئيسياً في عام 2015: وهذا هو مجال جديد بالنسبة للصين فى عهد “شي”، ولكنه تطور أمكن التنبؤ به من قبل بالنظر لكقوة البلاد فى عهد “شي” ومضيها بخطوات سليمة نحو تحقيق النمو والازدهار. ومن هنا، فإن المجتمع الدولي يتوقع أن تثبت الصين المزيد من المسؤولية الدولية في مجالات عدة مثل: تغير المناخ، وحملات مكافحة الإرهاب، والتمويل الدولي. فضلاً عن توسيع مصالح الصين العالمية، وهو الأمر الذي سيدفع بكين إلى مواجهة المزيد من التحديات في مجالات ودول أخرى مثل أفريقيا والشرق الأوسط، والدليل على ذلك هو قتل مواطن صيني من قبل الدولة الإسلامية وثلاثة آخرين من قبل الإرهابيين في مالي. هذه التحديات العالمية الجديدة تعني أن الصين يجب أن تشارك في وضع قواعد عالمية جديدة للدفاع عن مصالحها الوطنية والحفاظ على السلام العالمي أكثر من ذى قبل. ولعل هذا هو السبب الحقيقي لقيادة وترأس الرئيس الصيني “شي جين بينغ” لجلسة جماعية دعا إليها بنفسه تعكف على دراسة وتطبيق مفهوم الحكم العالمي Collective study session وكيفية تطبيقه فى الصين خلال اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعى الحاكم في أكتوبر 2016.

وهنا تؤكد الباحثة أنه من خلال ذكر بعضاً من هذه الانجازات للرئيس “شي” الذي تم تجديد الثقة به وبقيادته خلال الاجتماع الأخير للحزب الشيوعى الصينى فى أكتوبر 2017، إنما يأتى تأكيداً على التفاف انجازات الرئيس “شي” الذي يحظى بعلاقات وبسمعة دولية جيدة أهلته لأن يحصل بجدارة على لقب “جوهر الحزب” خلال اجتماعات الحزب الأخيرة فى أكتوبر 2017.

– التوقعات بشأن المؤتمر الوطني الــ 19 للحزب الشيوعي الصيني فى شهر مارس 2017

تعقد اللجنة المركزية للحزب الشيوعى جلسة عامة مرة واحدة في السنة على الأقل في بكين لتنفيذ عدداً من السياسات والقرارات الهامة الخاصة بالحزب والدولة. هذا، وتتجه أنظار العالم لمراقبة ما ستسفر عنه اجتماعات الحزب السنوية العامة فى شهر مارس 2017 بشأن أكبر حزب في العالم. وبناءً عليه فإن الباحثة تضع هنا عدداً من التوقعات بشأن المنتظر تحقيقه خلال فترة الاجتماعات المقبلة، كالآتي:

1- من المنتظر أنه سيكون على رأس جدول أعمال الجلسة العامة من المداولات الخاصة بالمؤتمرين الشعبي والساسي للحزب صياغة وثيقتين، هما:

(أ) تأكيد قواعد الحياة السياسية داخل الحزب فى ظل الوضع الجديد
(ب) مراجعة لائحة الرقابة الداخلية للحزب

2- من المتوقع أن تناقش جهود تعزيز قدرة الحزب على تنقية وتحسين وتجديد نفسه، لمقاومة الفساد والمخاطر، مع تشديد الرقابة على أعضائه، وهو ما كان واضحاً خلال الفترة السابقة من أن الحزب الشيوعى الصينى كان واعياً سياسياً وعمل على اعتماد نهج خطير ودقيق داخل الحياة السياسية خاصة بين أعضائه للقضاء على جذور الفساد تماماً.

3- من المتوقع أيضاً أن تهدف اجتماعات مارس 2017 إلى تعزيز جهود الحزب الشيوعى الرامية إلى تعزيز وتوحيد الحياة السياسية للحزب، وتحسين عملية القيادة والحكم، وحماية السلطة للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى، وضمان وحدة الحزب، والحفاظ على الطبيعة المتقدمة والنقاء داخل اللجان المركزية للحزب وسلطاته العليا.

4- ومن الأمور الهامة الأخرى التى ينتظر مناقشتها خلال اجتماعات الدورة التاسعة عشر فى خريف 2017 هو ضمان الحزب وضمان “جوهر” القيادة القوية للقضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، مع مراعاة الإشراف عليها بما يتماشى مع متطلبات دستور الحزب الشيوعى وفقاً للوائح بيان المكتب السياسي، مع التأكيد بشكل أساسي أن إشراف الحزب على الحياة السياسية والتنمية المجتمعية ينبغي أن يقترن مع إشراف من قبل الشعب.

5- سيكون من المتوقع أيضاً خلال اجتماعات مارس 2017 تعزيز ومناقشة بل وإعادة التأكيد على مهمة ممارسة الرقابة داخل الحزب باعتبار أنها هي الضمانة الرئيسية لدستور الحزب، مع مناقشة يتم فرض اللوائح والانضباط على نحو فعال، والحفاظ على وحدة الحزب والتضامن بين أعضائه، متزامناً معه حل مشاكل الحزب الداخلية لتعزيز الانضباط داخل الحزب ولجانه المركزية فى المقام الأول.

6- وتتوقع الباحثة أيضاً التأكيد على ممارسة الحزب عملية الإشراف والرقابة عبر المركزية الديمقراطية، مع تشديد الرقابة التنظيمية من أعلى إلى أسفل، مقروناً بتحسين الرقابة الديمقراطية من أسفل إلى أعلى، مع ممارسة الجميع عملية الرقابة والمتابعة والاشراف على بعضها البعض لضمان نجاح الحزب فى تطبيق سياساته لصالح الدولة والمجتمع، مع رفع شعار الرئيس “شي جين بينغ” بأنه: “لا توجد مناطق محظورة من المناقشة والتحقيق داخل الحزب… ولا يوجد استثناء أيضاً في عملية الرقابة داخل الحزب”.

7- وأخيراً، من المتوقع أن تسعى اجتماعات الجلسة العامة للمجلسين الشعبي والسياسي للحزب إلى إعادة النظر في الآراء والاقتراحات التي طرحها أعضاء الحزب من مختلف المناطق والادارات واستيعابها تمهيداً لمناقشتها في المسودات الخاصة بالمكتب السياسي لضمان النزاهة والشفافية داخل الحزب الشيوعى فضلاً عن تعزيز أهمية كل مواطن وفرد صينى فى توصيل صوته إلى صناع ومتخذى القرار فى البلاد.

ومن هنا يتضح لنا الأهمية القصوى التى توليها القيادة السياسية الصينية برئاسة جوهر الحزب “شي جين بينغ” لاجتماعات الدورة الكاملة (التاسعة عشر) للحزب من وضع لسياسات جديدة وتنقية وتعديل سياسات أخرى من أجل صالح المواطن الصينى والدولة.

*محاضر وباحث زائر في مركز دراسات الشرق الأوسط/ جامعة لوند في السويد- خبيرة في الشؤون السياسية الصينية- مدرس العلوم السياسية في كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية/ جامعة بني سويف- مدير مركز الدراسات الآسيوية في مصر.