أبرتهايد، دولتان أو شيء آخر قديم- جديد

أبرتهايد، دولتان أو شيء آخر قديم- جديد
Spread the love

بقلم: موريا شلوموت – مديرة عامة سابقة لحركة السلام الآن، ومن زعماء حركة “البلاد للجميع” الإسرائيلية —

•انضم حيمي شاليف في مقالته “سرور سابق لأوانه وأحمق” (“هآرتس” 17/1) إلى جوقة ندب فكرة الدولتين. هو ينظر، مثل كثيرين آخرين، إلى النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني من منظور ضيق، أسير النماذج القديمة. لكن هذه الطريقة الثنائية القطبية، في النظر إلى الأمور، لا تعكس الواقع التاريخي المعاصر المملوء بالطبقات والأبعاد والاحتمالات والحلول للنزاع.

•إن الخط المرسوم بين الفردوس المفقود (فكرة دولتين يفصل بينهما جدار)، وبين الجحيم (أبرتهايد و/أو دولة لجميع مواطنيها)، يقدم ظاهرياً عالماً ثنائياً، يوجد فيه جنة وجحيم، وحتى لو كان صحيحاً أن اتفاق أوسلو قد مات مع كل نبضاته وترتيباته، فإن فرصة التوصل إلى تسوية عادلة وأخلاقية بين الشعبين لا تزال قائمة. وهي موجودة إذا ناضلنا من أجلها، وإذا نظرنا إلى المستقبل وإلى ماضي النزاعات الأُخرى التي كانت تبدو غير “قابلة للحل”، ولكنها حُلّت. (إيرلنده الشمالية، جنوب أفريقيا، ودول البلقان).

•إن محاولات تقديم الواقع السياسي كما لو أنه أسير، من ضمن مجال ضيق بين أبرتهايد (حرمان الأقلية الفلسطينية من حقوقها بصورة نهائية)، وبين دولة لجميع مواطنيها (نهاية الوطن القومي للشعب اليهودي)، ولو أنها يمكن أن توقظ الجمهور الإسرائيلي، فإنها في نهاية الأمر تساهم فقط في إشاعة اليأس والسلبية، والشعور بعدم الجدوى وفقدان الأمل.

•منذ عدة سنوات، يدور الحديث في البلد وفي أوساط آخذة في الاتساع، وداخل مجموعات متنوعة ومفاجئة، عن فكرة قديمة – جديدة، محافظة وثورية، يمكن أن تؤدي إلى حوار سياسي بشأن طريقة أخلاقية وعادلة وإمكان إنهاء النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، وهي فكرة كونفدارلية إسرائيلية –فلسطينية تخرج من إدراك عميق بأن المساحة بين البحر المتوسط ونهر الأردن هي بصورة جوهرية وعميقة ملك للشعبين، ولذا يتعين عليهما تقاسم المساحة أو تقسيمها. إن حركة “البلاد للجميع”، واسمها الكامل “دولتان في وطن واحد”، تنشط وسط الجمهور الإسرائيلي منذ أكثر من خمسة أعوام، وتجمع تأييداً من اليمين ومن اليسار، ووسط الفلسطينيين، ولدى كثير من الناس الذين يدركون أننا نحن فقط تقع علينا مسؤولية حل النزاع.

•تقترح فكرة الكونفدرالية ببساطة أن تقوم الدولتان المستقلتان وذاتا السيادة، إسرائيل وفلسطين، بإنشاء علاقات تعاون بدلاً من الفصل. وأن تكون بينهما حدود مفتوحة تسمح لمواطني الطرفين بالتنقل بحريّة بين الدولتين، ويستطيع مواطنو إسرائيل العيش كمواطنين في دولة فلسطين والعكس بالعكس. وبهذه الطريقة يمكن أن تبقى مستوطنات ذات طابع يهودي في مكانها مثل شيلو وغوش عتسيون وحتى الخليل. وتبقى القدس موحدة تحت سيادة مشتركة.

•إن حركة “البلاد للجميع” ملزمة بالبحث، على الرغم من كل شيء، عما يمكن أن نفعل بشأن هذه الأرض، وهذين الشعبين وهذا العالم. هناك أكثر من الاختيار “بين أبرتهايد بحكم الأمر الواقع، وبين دولة ثنائية القومية محتملة” كما أشار شاليف. هناك العديد من الإسرائيليين (بحسب الاستطلاعات الأخيرة، نحو25% من اليمين يؤيدون خطة الكونفدرالية)، يعرفون ويفكرون ويترددون، لكنهم يؤيدون رؤية حركة “البلاد للجميع”. ولا يمكن تجاهلهم بعد الآن.

المصدر: صحيفة هآرتس الإسرائيلية – عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية