صدور كتاب “العلاقات الأوروبية – الإسرائيلية” للدكتور هيثم مزاحم

صدور كتاب “العلاقات الأوروبية – الإسرائيلية” للدكتور هيثم مزاحم
Spread the love

eu

تحاول هذه الدراسة استقراء العلاقة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي منذ تأسيسه عام 1993 حتى اليوم وقراءة موقف الاتحاد من التسوية الفلسطينية – الإسرائيلية والدولة الفلسطينية والمستوطنات.
نشر مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية أخيراً دراسة جديدة للباحث اللبناني الدكتور هيثم مزاحم بعنوان “العلاقات الأوروبية – الإسرائيلية: الموقف من التسوية، والدولة الفلسطينية والمستوطنات”.
تعود العلاقة بين أوروبا والصهاينة إلى ما قبل نشوء الكيان الإسرائيلي عام 1948 حيث تشكلت الحركة الصهيونية في أوروبا، ومنها بدأت أولى الهجرات إلى فلسطين قبل الاستعمار البريطاني لها، أي خلال الحكم العثماني.
ومن نافل القول إن اتفاق سايكس – بيكو عام 1916 بين فرنسا وبريطانيا لتقسيم المنطقة العربية – الإسلامية والذي تلاه عام 1917 وعد بلفور البريطاني لليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين، قد أسس للعلاقة الأوروبية الاستعمارية – الصهيونية التي تجلّت بتعبيد الطريق للمهاجرين اليهود إلى فلسطين ومنحهم السبل والحماية اللازمة لتأسيس مستوطناتهم فيها، تمهيداً لقيام كيانهم “إسرائيل” عام 1948، بتواطؤ قوات الاستعمار البريطاني التي انسحبت وسلمت الصهاينة مواقعها والمدن الأساسية، بينما لعبت فرنسا في سوريا ولبنان، وكذلك بريطانيا في مصر والعراق وشرق الأردن، دوراً في منع الجيوش العربية من التدخل لنصرة شعب فلسطين بداية، ثم الضغط أو التواطؤ مع عدد من الأنظمة والجيوش العربية في تسليم معظم فلسطين إلى قوات الصهاينة.
ولا شك أن النظام الألماني النازي قد ساهم خلال الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945) في دفع الكثير من يهود أوروبا إلى الهجرة إلى فلسطين بفعل جرائمه ضدهم من قتل واعتقالات وإبادات، كما أعطى مبرراً للدول الغربية لاحقاً كي تقوم بدعم الكيان الإسرائيلي، تحت ذريعة ضرورة وجود دولة لهم تحميهم من أي محاولة جديدة لإبادتهم.
كما لعبت أوروبا وبخاصة فرنسا وبريطانيا، إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية، التي تسلمت قيادة المحور الرأسمالي بعد انتصارها في الحرب العالمية الثانية على النازية والفاشية، دوراً في صدور قرار التقسيم عن الأمم المتحدة عام 1947 والذي كرّس بالقانون الدولي شرعية الكيان الإسرائيلي على أساس قيام دولتين دولة لليهود ودولة للعرب الفلسطينيين. لكن الصهاينة الذين قبلوا قرار التقسيم شكلياً احتلوا معظم الأراضي الممنوحة للفلسطينيين بحسب قرار التقسيم.
وبحسب الدول الاستعمارية الغربية، وبخاصة فرنسا وبريطانيا ومن ثم الولايات المتحدة الأميركية، فإن الدور المرسوم للكيان الإسرائيلي هو وجود قاعدة متقدمة في قلب المنطقة العربية – الإسلامية الغنية بالثروات، لإضعاف دول المنطقة من جهة، وإلهائها عن التنمية والتطور من جهة أخرى، ومساعدة الدول الاستعمارية في أي حرب مستقبلية بينها وبين دول المنطقة في حال كانت ثمة حاجة لذلك.
ولا شك أن الدول الأوروبية الكبرى تتحمل مسؤولية تاريخية وأخلاقية وقانونية عن نشوء القضية الفلسطينية وقيام الكيان الاستيطاني الإحلالي الإسرائيلي بشكل مخالف لكل مبادئ القانون الدولي، بسب وعد بلفور وسياسات الانتداب بداية إلى استمرار الدعم الاستثنائي لهذا الكيان، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.
تحاول هذه الدراسة استقراء العلاقة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي منذ تأسيسه حتى اليوم ومواقف الاتحاد من التسوية الفلسطينية – الإسرائيلية والدولة الفلسطينية والمستوطنات.