مؤتمر حوارات أطلسية يناقش مستقبل حلف الناتو بمراكش-المغرب

مؤتمر حوارات أطلسية يناقش مستقبل حلف الناتو بمراكش-المغرب
Spread the love

هل يمكن للحلف الأطلسي أن يستمر في ظل نظام جيوسياسي ؟، وهل نحن دائما في حاجة إلى الناتو؟ هي أسئلة طرحت اليوم الجمعة على طاولة النقاش في المؤتمر السابع للحوارات الأطلسية.

الورشة التي كلفت بتسيير ها كمبرلي دوزيي، الصحفية في قناة س إن إن، ودايلي بيست، بمشاركة شخصيات عالمية مرموقة، مثل ميشيل ندياي، مديرة برنامج السلم والأمن في إفريقيا التابع لمعهد الدراسات حول السلم والأمن، و أجمد ولد عبد الله، الممثل السابق للأمن العام للأمم المتحدة، ببوروندي، إفريقيا الغربية والصومال، وتحمل سابقا حقيبة الخارجية الموريتانية، الى جانب ج.بيتر هام، المبعوث الخاص للولايات المتحدة الأمريكية لمنطقة البحيرات الكبرى، وبرونو تيتريس، المدير المساعد لمؤسسة الراسات الاستراتيجية بفرنسا، وكذلك جواو فال ألميدا، السفير ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى الأمم المتحدة.

ورغم اختلاف آراء المتدخلين في الموضوع، فإنهم اتفقوا على نقطة واحدة، وهي ان العالم لازال بحاجة الى الحلف الأطلسي (الناتو)، لكنهم أكدوا أنه يجب إصلاح هذا الحلف، فيما اعتبر بعض المتدخلين أنه إن كان هناك تهديدا لاستمرارية الحلف، فإن هذا التهديد يأتي من داخله.

“”عندما نرى تعقيدات الساحة العالمية، فإننا نقتنع أن الناتو لا زال لديه شرعية، ولكن عليه مواكبة النسق الجديد. أصبح من الصعب اليوم أن نثق في تعددية الأطراف في وقت تنغلق فيه الأمم على نفسها، السلم العام مسؤولية الجميع والتحديات أصلحت تتعدى الحدود والدول، تقول مشيل ندياي، وتضيف أنه ” إن كان هناك من تهديد للناتو فإنه يأتي من الولايات المتحدة الأمريكية التي تهدد بالانسحاب من الحلف لأسباب مالية”.

ويرى بدوره أحمدو ولد عبد الله، رئيس الخارجية الموريتانية السابق، أن تهديد آخر قد يؤدي الناتو ثمنه: تراجع الديمقراطية في بعض البلدان المشكلة للناتو.

واعتبر المتدخل أن الحلف أحدث بادئ الأمر لمواجهة الاتحاد السوفياتي، لكن اليوم تغيرت الأمور وعلى الناتو مواجهة تحديات جديدة.

” تغيرت نوعية التهديدات، اليوم نتحدث عن الجريمة الإلكترونية والإرهاب المتصل بعصابا التهريب، لهذا يجب على الناتو أن يتجدد وأن يتأقلم مع المعطيات الجديدة”، يقول جواو فال ألميدا.

تحليل يشاطره ج.بيترهام، الذي يرى كذلك أن الحلف في حاجة الى التفاف شعبي، وجاء على لسانه التالي، ” على الناتو أن يتأقلم مع التطورات الأمنية والمناخ السياسي الجديد، الناخبون الامريكيون يتساءلون بشأن الاتفاقات التي يكلفها الحلف، من أجل أن يدوم الناتو، تلزمه شرعية شعبية”، ويضيف المسؤول الأمريكي، ” استمرار الجلف بات مصدر قلق للأوروبيين، لدرجة أصبح معها بعض الزعماء يفكرون في قوة أوروبية، لكن هل من شأن قوة من هذا القبيل أن تغوص في الناتو؟

” اتفاقية لشبونة تنص على أن الناتو هو من يتحمل مسؤولية الأمن الأوروبي، هذا الأمر لن يتغير حاليا، ليس هناك أي مخطط لقوة أوروبية، لكن، في نفس الوقت نحن في حاجة الى أن تأخذ أوربا زمام الأمور وعلى أمريكا تشجيعها بهذا الشأن “، يشرح جواو فال.

المبدأ الذي يورد أمثلة عدة قد تساعد في توضيح معالم هذا المشروع الأوروبي.

” لانريد منافسة الناتو، لكن بدل أسواق للأسلحة، يمكننا الاكتفاء بواحد فقط، بدل صناعة 6 هيليكوبترات مختلفة، يمكننا صناعة واحد فقط، ويكون أوروبيا، وأخيرا بدل 28 ميزانية للدفاع، يمكننا التوحد حول واحدة فقط. كل هذا قد يمكننا من وصول نفس الحجم الأمريكي، لا يمكن أنم يلومنا أحد لأننا نقوم بالشيء الكثير وفي نفس الوقت ألا تقوم بشيء”، يضيف رئيس البعثة الأوروبية لدى الأمم المتحدة.

المصدر: موقع أحداث.أنفو، النسخة الرقمية لجريدة الأحداث المغربية.