مصدر: الحريري مستعد لتولي رئاسة وزراء لبنان من جديد لكن بشروط

مصدر: الحريري مستعد لتولي رئاسة وزراء لبنان من جديد لكن بشروط
Spread the love

(رويترز) – قال مسؤول بارز مطلع إن سعد الحريري مستعد لتولي رئاسة الوزراء في حكومة لبنانية جديدة بشرط أن تضم تكنوقراطا وتستطيع تنفيذ الإصلاحات المطلوبة سريعا لتجنب انهيار اقتصادي.
وتركت استقالة الحريري يوم الثلاثاء لبنان في حالة فراغ سياسي في وقت أزمة حادة وإصلاحات مطلوب تنفيذها‭‭‭‭ ‬‬‬‬على نحو عاجل لتجنب مشكلات مالية أعمق في دولة مثقلة بمستويات دين من بين الأعلى على مستوى العالم.

وبعد أسبوعين من الاحتجاجات المناهضة للحكومة والتي هدأت بشكل كبير بعد إعلان الحريري استقالته أعيد فتح الطرق الرئيسية في لبنان يوم الأربعاء في حين سعت قوات الأمن لعودة الحياة إلى طبيعتها بعض الشيء.

وظلت البنوك مغلقة لليوم الحادي عشر لكن جمعية مصارف لبنان قالت إنها ستستأنف عملياتها المعتادة وتستقبل العملاء يوم الجمعة.

واستقال الحريري بعد مظاهرات حاشدة استمرت نحو أسبوعين احتجاجا على النخبة السياسية التي يتهمها المتظاهرون بالفساد وقال إنه وصل إلى ”طريق مسدود“ في محاولة حل الأزمة‭.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن الحكومة الجديدة يجب أن تكون خالية من مجموعة من الساسة البارزين الذين شملتهم الحكومة المستقيلة دون أن يذكر أسماء.

وتضم الحكومة المستقيلة ممثلين بارزين عن أغلب الطوائف في لبنان ومنهم وزير الخارجية جبران باسيل عن التيار الوطني الحر المسيحي الذي كان هدفا بارزا للمحتجين.

وباسيل حليف سياسي لجماعة حزب الله القوية المدعومة من إيران التي كانت تعارض استقالة الحكومة ولم تعلق بعد على استقالة الحريري خصم الحركة منذ فترة طويلة.

وأثرت الأزمة على أسعار السندات السيادية في لبنان وزادت الضغوط على الليرة اللبنانية المربوطة بالدولار التي انخفض سعرها في سوق موازية عن السعر الرسمي البالغ 1507.5 ليرة للدولار. وتراوح السعر في السوق السوداء بين 1750 و1850 ليرة للدولار.

وأشارت البنوك علنا إلى‭‭‭ ‬‬‬أن السبب في إغلاقها يعود إلى مخاوف أمنية. وأشار مصرفيون ومحللون أيضا إلى مخاوف واسعة النطاق من أن يحاول اللبنانيون سحب مدخراتهم أو نقلها للخارج عندما تفتح البنوك أبوابها.
* مدارس وجامعات

دعا وزير التعليم إلى استئناف الدراسة في المدارس والجامعات اعتبارا من يوم الخميس.

وطلب الرئيس اللبناني ميشال عون يوم الأربعاء من الحكومة الاستمرار في تصريف الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة وفقا لنظام الحكم في لبنان.

ولا يبدو أن هناك بديلا واضحا للحريري لشغل منصب رئيس الوزراء المخصص للمسلمين السنة بموجب نظام المحاصصة الطائفية المتبع لاقتسام السلطة في لبنان.

وينظر للحريري باعتباره مركز الدعم الغربي ودعم دول الخليج العربية للبنان الذي يحتاج بشدة للدعم المالي الخارجي لإنعاش اقتصاده وتعزيز احتياطاته بالعملة الأجنبية.

وفي وقت سابق يوم الأربعاء فتحت قوات الجيش طريقا رئيسيا في شمال بيروت بعد اشتباكات بالأيدي لفترة وجيزة مع المتظاهرين صباح يوم الأربعاء.

وفُتح جسر الرينغ بوسط العاصمة بعد مفاوضات مع بعض المتظاهرين الذين كانوا يرفضون المغادرة قائلين إنهم يريدون استقالة المزيد من أصحاب السلطة. وبقي العديد من المتظاهرين لكنهم لم يغلقوا الطريق بكامله.

وقالت قيادة الجيش في بيان إن حق التظاهر السلمي مكفول بموجب القانون لكنها أضافت أنه ينطبق على ”الساحات العامة فقط“.

وساد الهدوء ساحة الاحتجاج الرئيسية في وسط بيروت لكن قوات الأمن أغلقتها أمام حركة المرور.

وأعلن الحريري استقالته يوم الثلاثاء بعد أن هاجم حشد من الموالين لجماعة حزب الله وحركة أمل مخيما رئيسيا للمحتجين في بيروت.

وكان هذا أعنف اشتباك في شوارع بيروت منذ 2008 عندما سيطر مقاتلو حزب الله على العاصمة إثر تفجر الوضع لفترة وجيزة مع الموالين للحريري وحلفائه في ذلك الوقت.

ودعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لتشكيل حكومة جديدة يمكنها الاستجابة لاحتياجات الشعب اللبناني.

وقال ”الشعب اللبناني يريد حكومة تتميز بالكفاءة ويريد إصلاحا اقتصاديا وإنهاء الفساد المستشري“.

واتهم الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الولايات المتحدة

والسعودية بإذكاء الاضطرابات في لبنان ودعا المحتجين إلى السعي للتغيير بالسبل القانونية. وإيران داعم كبير لحزب الله اللبناني.

وقال عون إن الأحداث الأخيرة ”فتحت الباب على الإصلاح الكبير“ لكن الشعب سينزل إلى الشارع مجددا إذا ما برزت عواقب في طريق تشكيل ”حكومة نظيفة“.