لعبة الديمقراطية وغياب الفكر التجديدي في العالم العربي

لعبة الديمقراطية وغياب الفكر التجديدي في العالم العربي
Spread the love

بقلم هيثم عياش* — نشهد هذه الأيام ولا ادري ان كان مصادفة الانتخابات النيابية في الأردن والانتخابات البلدية في فلسطين. كما ان الانتخابات النيابية في لبنان مؤجلة، لذا تم التمديد للمجلس النيابي، وفشل النواب في انتخاب رئيس للجمهورية بينما انتهت ولاية المجلس التشريعي في فلسطين منذ سنوات وكذلك ولاية الرئيس، فكيف يتم تجديد الشرعيات وماذا يحدد القانون في حال انتهاء التفويض القانوني للحاكم وممثلي الشعب؟

لا ادري ان كان العالم العربي يخضع لفرضية اللعبة الديمقراطية، فالديمقراطيات الغربية تفترض ان الحزب الحاكم الفائز في الاقتراع لديه تفويض مؤقت من الشعب لتنفيذ سياسات اقتصادية واجتماعية ورسم الخريطة السياسية والتحالفات، مع الاخد في الاعتبار ان الحزب الحاكم لا يتمتع بحرية مطلقة. لذا هناك ما يسمى بحجب الثقة واقالة الحكومة من خلال اقتراح يقدم عادة من الأحزاب المعارضة. فهل نحن من هذا الترف في شيء؟

ان المتابع للحياة السياسية في العالم العربي يلاحظ وجود نخب حاكمه تمارس سياسات خلال فترات تفويضها، لكن مع انتهاء الولاية يستمر في الحكم اشخاص وجهات يدعون شرعيات ثورية أو دينية أو ما يختارونه لأنفسهم. وبذلك يستمرون في الحكم من دون وجود تفويض جديد. وهذا يعتبر مخالفاً للعبة الديمقراطية المتبعة في الدول الديموقراطية.
لا أعلم بوجود دولة غير دولنا العربية، يستمر الحاكم أو الحزب الحاكم يوماً واحداً بعد انتهاء التفويض الممنوح له في الانتخابات الرئاسية أو النيابية، إذ يذهب الحزب الحاكم إلى مقاعد المعارضة أو تحل الأحزاب وتتكون احزاب جديدة برؤية جديدة مواكبة للتغييرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

بعد مرور 26 عاماً على تفكك الاتحاد السوفياتي ونهاية العهد الشيوعي، عادت روسيا كلاعب الابرز وقوي عالميا وهي جزء من مجموعة الدول الصناعية الثمانية في العالم، وعادت لتكون القطب الثاني، وذلك بجهود مواطنين روس ووجود نخب فكرية تخطط وترسم وتعد للسنوات والاجيال المقبلة.

وكذلك الأمر جدث في الصين والهند والبرازيل وفنزويلا وهي الدول التي من المتوقع ان تتربع على عرش العالم في السنوت القادمة بعد غروب الوهج الامريكي. كيف حققت هذه الدول ما حققت؟ كان بالتاكيد بالتخطيط والعمل. لكن هل بقي لدينا نخب ومخططون في السياسة والاقتصاد والاجتماع؟

أغلب الظن اننا لا نملك. ما هو المطلوب للتغيير في العالم العربي؟ وهل يملك أحد الاجابة على الأسئلة والمشاكل المتراكمة؟

هل أصبحت نساء العرب عاقرات بحيث لا ينجبن عظماء جدداً ولا نخب جديدة؟

وما هو مستقبل الأمة العربية بدء انحسار “الربيع العربي” المشؤوم الذي أنتج حروباً أهلية وضحايا بالملايين ولاجئين ونازحين بالملايين؟

وهل أصبح العربي ناضجاً للتغيير ؟

إن الانتخابات النيابية والبلدية المقبلة في الأردن وفلسطين ستعطينا مؤشراً، فدعونا ننتظر الأسابيع القليلة المقبلة.

*كاتب وباحث فلسطيني.