معاريف: على الرغم من التوتر في قطاع إيران..سيواصل سلاح الجو الإسرائيلي مهاجمة أهداف في سورية

معاريف: على الرغم من التوتر في قطاع إيران..سيواصل سلاح الجو الإسرائيلي مهاجمة أهداف في سورية
Spread the love

طال ليف – رام – مراسل عسكري اسرائيلي/

مر نحو أسبوعين تقريباً على اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وهجوم الأمس على القاعدة الجوية السورية T-4، هو الأول المنسوب إلى إسرائيل منذ الاغتيال.
ومثلما جرى بعد أحداث كبيرة أُخرى حدثت في السنوات الأخيرة في الساحة الشمالية، وارتفع خلالها مستوى التوتر، رفع الجيش الإسرائيلي مستوى تأهبه على طول الحدود. فقد انهمك الجيش الإسرائيلي في الأيام الأولى التي أعقبت اغتيال سليماني، في تحليل صورة الوضع والانعكاسات المباشرة للاغتيال على إسرائيل. لكن بسرعة كبيرة انخفضت درجة التأهب، عندما استنتجوا في الجيش أن ما يجري في هذه المرحلة يدور بين الولايات المتحدة وإيران.
الموضوع الثاني الذي انشغل به الجيش بعد الاغتيال هو مدى تأثير الحادثة في تصعيد محتمل ضد إسرائيل بعد هجوم منسوب إليها. في الأمس، بقدر ما يمكن تقديره من زاوية إسرائيل، يشكل الهجوم في سورية عودة إلى الروتين الذي كان جارياً في السنوات الأخيرة.
يتضح أيضاً أن هجوم ليلة أمس، المنسوب إلى إسرائيل، حدث في اليوم عينه الذي نُشرت فيه تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية، التي تبين، من بين أمور أُخرى، أنه بعد اغتيال سليماني، والوضع الاقتصادي الصعب في إيران والاحتجاج الشعبي هناك، فُتحت نافذة فرصة تسمح بمزيد من المخاطرة وزيادة الهجمات في سورية.
في شعبة الاستخبارات العسكرية يدعمون تقديرهم هذا بتحليل أحداث السنة الأخيرة التي تظهر، وبحسب قولهم، أنه عندما ردت إسرائيل في سورية مرتين وتحملت المسؤولية عن ذلك في أعقاب إطلاق قذائف على إسرائيل، أو بعد إحباط هجوم المسيّرات في هضبة الجولان، وعلى الرغم من تصريحات طهران النارية، قلّص الإيرانيون عدد الضباط والمستشارين الموجودين على الأراضي السورية.
يؤيد هذا الموقف أيضاً وزير الدفاع نفتالي بينت الذي تحدث عن ذلك علناً في الشهرين الأخيرين. ومن المتوقع أيضاً أن يواصل سلاح الجو في الفترة المقبلة الهجوم على سورية وفي المنطقة، بما يتلاءم مع الفرص العملانية ونوعية المعلومات الاستخباراتية لديه، في حال تعرفت على وسائل قتالية نوعية تُعتبر كتلك التي من المهم ضربها.

تحول المطار العسكري T-4 بالنسبة إلى الإيرانيين إلى مركز لوجستي مهم تصل إليه شحنات السلاح مباشرة من إيران. في كانون الثاني/يناير من السنة الماضية هاجمت إسرائيل المطار الدولي في دمشق الذي كان حتى ذلك الحين المركز اللوجستي الأساسي الذي كان يستقبل شحنات السلاح من إيران، ومنه كانت تُنقل إلى شتى أنحاء سورية. في أعقاب هذه الهجمات غيّر الإيرانيون وجهتهم وانتقلوا إلى منظومة أكثر توزعاً تحط فيها طائرات السلاح في قواعد متعددة. يدل هجوم يوم أمس على أن فترة الانتظار بعد اغتيال سليماني انتهت على ما يبدو، لكنه لا يدل على تغيير في السياسة الإسرائيلية والانتقال إلى أسلوب عمل آخر، يختلف عن ذلك الذي انتهجته إسرائيل في السنوات الأخيرة.

المصدر: صحيفة معاريف الاسرائيلية – عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية