ديفيد هيوم فيلسوف.. السخرية من العقل

ديفيد هيوم فيلسوف.. السخرية من العقل
Spread the love

صدر العدد الجديد من فصلية “الاستغراب”، العدد 18، تحت عنوان:

ديفيد هيوم: فيلسوف السخرية من العقل

 وقد شارك فيه باحثون ومفكّرون من أوروبا وأميركا والعالمين العربي والإسلامي. وفي ما يلي نعرض إلى مضامين مختصرة للأبحاث والدراسات الواردة تبعًا لتسلسل التبويب المعتمد.

في “المبتدأ” كتب مدير التحرير محمود حيدر مقالًا تحت عنوان “ديفيد هيوم.. خصيم العقل.. مُنكِر الميتافيزيقا” وفيه يقارب شخصيّة ديفيد هيوم المفتونة بالشكّ حدّ اللّايقين بأيّ شيء سواء عبر التجربة أو عن طريق الاستدلال العقلي.

في “الملف” مجموعةٌ مختارةٌ من الدراسات والأبحاث جاءت على الشكل الآتي:

1. هل يمكن للشكّاك أن يعيش شكّه تحت هذا العنوان يناقش الباحث والأكاديمي البريطاني مايلز فريدريك بورنيت واحدة من أكثر القضايا حساسية ودقّة في منظومة ديفيد هيوم الفلسفية. والسؤال الأساسي الذي تدور هذه القضية مدارُه هو معرفة ما إذا كان الشكّاك يعيش شكّه وهو يعاين ظواهر الوجود والعلل التي تمكث وراء هذه الظواهر. يركّز البحث على الجانب المعرفيّ لا الاعتقادي في شكوكيّة هيوم؛ ليبيِّن أثر ذلك على سلوكه في الحياة ونظرته إلى العالم كما يتطرّق إلى صلة هيوم بالتأسيس الإغريقي للنزعة الشكيِّة التي بدأت مع البيرونية (نسبة إلى بيرون) مؤسّس مذهب الشك في القرن الثالث قبل الميلاد وظلّت سارية إلى عصور التنوير والحداثة.

2. نظريّة العدل عند هيوم: مسعى إلى نقد فلسفته السياسيّةدراسة للباحث د. أحمد واعظي، سعى فيها إلى شرح وتحليل آراء ونظريَّات هيوم المطروحة في مجال العدل، وأوضح مدى ارتباطها بالمبادئ الإبستيمولوجيَّة والأنثروبولوجيَّة التي يتبنَّاها في رحاب دراسة نقديَّة تمحورت بشكلٍ أساسيٍّ حول نظريَّته في الموضوع المذكور. كما يقوم الباحث بدفع توهّم تقديره أنّ هيوم يتبنّى نظريّتين مختلفتين حول العدل، بل إنَّ فهمه للعدل مرتكز على تصوُّرات خاصَّة بالنسبة إلى الإنسان ومكانته المعرفيَّة، وطبيعة فضائله الأخلاقيَّة، ودوافعه الباطنية التي تحفِّزه على تأسيس مجتمع تُراعَى فيه هذه المبادئ.

3. تحت عنوانالقدماء،الوعي البسيط، وشكوكيَّة هيوم: الهويَّة والريبيّة المفرِطة” تناقش الباحثة الأميركيّة ماريا ماغولا أداموس ثلاث قضايا أساسيّة، لطالما أهملها النقّاد. وهي: رأيَ هيوم بالفلسفة القديمة كما طرحه في القسم الثالث، مع تركيزٍ خاصّ على نقاشه حول الهويَّة وبساطة الأجسام. والاحتجاج على رأيه حول الهويَّة والبساطة.  وبيان عدم إمكانيَّة أخذ نصيحته بامتلاك شكوكيَّة “مُعتدلة” على محمل الجد.

4. الباحث علي دجاكام كتب حول “جدل العلاقة بين الذِّهن والعين” وفيه يرصد أطروحات هيوم في منظومة مطهّري النقديّة؛ ليكشف لنا أنّ هيوم لم يكتفِ بإنكار وجود الجوهر النفسانيِّ المستقلّ، بل أنكر أيضًا وجود الجوهر المادِّي الخارجيِّ؛ إذ ادَّعى أنَّنا نستنتج من الإحساس والتجربة وجود سلسلةٍ من الأمور المسماة بالأعراض والحالات، أمَّا وجود الجوهر الجسميِّ الذي هو منشأ حالات الضمير والوجدان، فلا تؤيِّده التجربة، ولا يشهد له الحسّ.

5. الباحث والأكاديمي د. غيضان السيد علي كتب بحثًا بعنوان:  نشأة الدين عند هيوم من التعدُّدية إلى التوحيد: نقد في تطوُّر الأديان”وفيه متاخمة نقدية لرؤية هيوم حول أصل ونشأة الأديان وتطوُّرها وارتقائها؛ ليبيِّن أوجُه القصور والنقص التي شابت معالجاته للقضايا الدينيَّة، موضحًا تناقضاته في هذه القضايا التي انبرى لها مُدَّعيًا استكناه حقيقتها وسبر أغوارها.

6. تحت عنوانالسببيَّة الناقصة: نقد العقل القاصر عند ديفيد هيوم” قاربت الباحثة سارة دبوسي بالنقد مسألة السببيَّة كما شيّدها هيوم. كما تناولت مواقفه الرَّيبيَّة التي تُقرُّ باستحالة التوصُّل إلى حقائق نهائيَّة. وذلك لعجز العقل – كما يزعم- عن تفسير العلاقة القائمة بين السبب والمسبِّب.

7. الباحث د. حسين علي شيدان شد، كتب مقالةً بعنوان “الوصل المضطرب بين العقل والدين: مقاربة نقدية لرؤية ديفيد هيوم” أوضح فيها طبيعة الارتباط بين العقل والأخلاق في إطارٍ تحليليٍّ نقديٍّ، من خلال الأهميّة البالغة التي أولاها هيوم لمسألة تأثير العقل على الأخلاق، حيث قيَّد نطاق تأثيره إلى حدٍّ كبيرٍ من منطلق اعتقاده بأنَّ العواطف هي صاحبة الحظِّ الأوفر في هذا المضمار. لكنَّ هيوم لم يلتزم بهذا الرأي طوال مسيرته الفكريَّة، بل تبنَّى أحيانًا وجهات نظر لا تتناغم معه.

في باب “حلقات الجدل” نقرأ مجموعة من البحوث جاءت على الشكل الآتي:

1. المعجزة في فلسفة الدين عند هيوم” تحت هذا العنوان ناقش الباحث د. محمد فتح علي خاني أطروحات هيوم بصدد المعجزة في سياق مجادلاته مع اللاهوت المسيحي. وفي هذا البحث الذي يتمحور حول الكيفية التي تناول فيها هيوم موضوع المعجزة، يسعى علي خاني إلى نقد هذه المسألة في إطار اهتماماته بقضايا فلسفة الدين. كما يتضمّن تفكيكاً لآراء هيوم وتحليلها وبالتالي نقدها على قاعدة إثبات واقعية المعجزة تبعاً لمنهج الاستدلال العليِّ.

2. الباحث د. بهاء درويش كتب مقالة بعنوان “ديفيد هيوم كمثال لمعضلة التنوير” سلّط الضوء فيها على أحد مباني هيوم الفلسفيّة التي جعلت“علم الإنسان” على قمَّة العلوم الأخرى، في حين أنَّ النتائج التي توصَّل إليها التنويريُّون، هي على العكس تمامًا؛ إذ انتهت إلى أنَّ الإنسان كائن بلا روح، وبلا جوهر نفسيٍّ، ولا حرِّيَّة للإرادة عنده، ولا ملكة غير طبيعيَّة للعقل لديه، وبالتالي لا تميُّز له عن غيره من الكائنات يوافق فخره بقدراته. كما أشار الباحث إلى أنّ هيوم يمثِّل هذه السمة خير تمثيل، بل يمكن القول إنَّه فيلسوف الشكِّ بالقدرة البشريَّة العقليَّة من حيث هي قدرة معرفيَّة، إذ إنّه لم يجد تبريرًا للاعتقاد سوى قوَّة العادة.

3. تحت عنوان “نقد رَيْبيَّة هيوم: معضلة التعرُّف على حقائق الوجود” عالج الباحث والأكاديميُّ نور الدين السافي النقطة الأكثر جاذبيَّة في فلسفة ديفيد هيوم، ونعني بها الرَيبيَّة والشكوكيَّة التي حكمت مجمل منجزه الفكريِّ والآثار التي ترتَّبت عليها في ما بعد.

4. الباحث د. مازن المطوري كتب مقالًا تحت عنوان “ديفيد هيوم وقانون العليَّة: لعبة التناقض المريب” وقد سعى فيه إلى دراسة ونقد موقف ديفيد هيوم من قانون العلِّيَّة وبيان تناقضه المنطقيّ. وفي هذا السياق يتساءل الباحث عن مدى صوابيَّة الحجَّة التي حملت هيوم على إنكار الضرورة الوجوديَّة والحتميَّة للعلاقة بين العلَّة والمعلول في فهم وإدراك الموجودات التي لا يمكن الوقوف عليها من خلال التجربة الحسِّيَّة.

5. الباحث د. شهاب الدين مهدوي كتب بحثًا بعنوان: “ديفيد هيوم وتطبيقه للمنهج التجريبيَّ على الفلسفة: دراسة مبدأ السببيَّة نموذجًا”، مضيئًا على عمليّة إسقاط هيوم للمنهج التجريبي على الفلسفة، حيث اعتبر هيوم أنَّ الضرورة الخارجيَّة أمر لا يمكن إرجاعه إلى الانطباع، وفسّرها في مبدأ السببيَّة بأنَّها ضرورة ذهنيَّة ناشئة من العادة وقائمة على أساس قانون التداعي.