لماذا زار قائد الجيش الأميركي إسرائيل مؤخراً؟

لماذا زار قائد الجيش الأميركي إسرائيل مؤخراً؟
Spread the love

تأتي زيارة رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي وسط تصاعد التوترات بين إسرائيل والولايات المتحدة وإيران.

بقلم أنا أرنهيم – ترجمة: د. هيثم مزاحم |

تساءلت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية في تقرير لها عن سبب زيارة رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة لـ”إسرائيل”، وهي زيارة من النادر حدوثها خلال وباء عالمي، بل والأكثر غرابة عندما يبدو أن “إسرائيل” هي المحطة الوحيدة في الرحلة.
وقال التقرير إن رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي وصل يوم الجمعة إلى قاعدة نيفاتيم الجوية الإسرائيلية في جنوب فلسطين المحتلة والتقى برئيس أركان الجيش الإسرائيلي الفريق أفيف كوخافي وغيره من كبار مسؤولي الدفاع، مثل رئيس الوزراء المناوب ووزير الدفاع بيني غانتس، ورئيس الموساد يوسي كوهين.
كما تحدث ميلي مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى جانب كوخافي، عبر مكالمة هاتفية عبر الفيديو، بسبب وباء فيروس كورونا، وناقش معه “التهديدات المستمرة التي تشكلها إيران والتحديات الأمنية المختلفة في المنطقة”.
وقالت الصحيفة إن زيارة ميلي تأتي “وسط تصاعد التوتر بين إسرائيل والولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية”. وأضافت: “هز أكثر من عشرة انفجارات وحرائق غامضة استهدفت برنامج إيران الصاروخي والنووي إيران في الأسابيع الأخيرة. لكن طهران لم تلقِ اللوم على إسرائيل وحاولت التقليل من شأن الأحداث”.
وتابعت “جيروزاليم بوست”: “مع ذلك، حاولت إيران على ما يبدو شن عدد من الهجمات الإلكترونية ضد إسرائيل، على غرار الهجوم على مرافق البنية التحتية للمياه في نيسان /أبريل، وتم إحباطها جميعاً”.
وقالت الصحيفة إن رحلة الجنرال ميلي تجعل المرء يتساءل. فآخر مرة حدثت فيها مثل هذه الزيارات كانت في عام 2012، عندما اعتاد المسؤولون الأميركيون المجيء بشكل منتظم في محاولة لثني “إسرائيل” عن تنفيذ ضربة عسكرية ضد إيران. وأضافت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “في مأزق سياسي محكم، ويعرف أنه قد تبقى فقط أشهر قليلة من ولاية الإدارة الأميركية الأكثر تأييداً لإسرائيل منذ سنوات. وقد لا يفوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانتخابات الأميركية المقبلة، وقد لا ينجح نتنياهو، أثناء مواجهته لوائح الاتهام والاحتجاجات الليلية على الاقتصاد المتدهور بعد سوء إدارته لأزمة فيروس كورونا، إذا دعا إلى إجراء انتخابات أخرى”.
وطرحت الصحيفة سؤالاً: “هل من الممكن أن يرغب نتنياهو في اغتنام الفرصة لضرب إيران، التي هي في خضم أزمة اقتصادية مدمرة تتفاقم مع تفشي فيروس كورونا الفتاك؟ هل أتى ميلي لمناقشة هذه الانفجارات الغامضة؟ أم أنه أتى لإبعاد “إسرائيل” عن أي عمل مستقبلي، ربما هجمات غير إلكترونية(ضد إيران)؟”
وأجابت الصحيفة أنه على الرغم من أن من غير المحتمل أن يكون الأمر مرتبطاً بزيارة رئيس الأركان الأميركي، فقد تم وضع الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى مساء الجمعة بسبب مخاوف من أن حزب الله قد يشن هجوماً انتقاماً لمقتل أحد مقاتليه في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مطار دمشق الدولي ليل الاثنين الماضي.
وشدد كل من كوخافي وغانتس للجنرال ميلي على “أن الجيش الإسرائيلي سيواصل الدفاع عن دولة إسرائيل ويستعد لمجموعة متنوعة من السيناريوهات”. وقال كوخافي “للجيش الإسرائيلي والجيش الأميركي مصلحة مشتركة في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي ومنع انتهاكها من قبل إيران أو وكلائها”.
وختمت “جيروزاليم بوست” قائلة: “تلك المصلحة المشتركة – إيران – كانت على شفاه الجميع وتصدرت قائمة التهديدات من كلا البلدين. هل ازداد التهديد الذي تشكّله طهران؟ أم هل حددت واشنطن و”إسرائيل” نافذة فرصة لا يمكن تفويتها؟ الصيف يزداد سخونة. قد نكتشف قريباً ما إذا كانت زيارة ميلي تعني أنها ستصبح أكثر حرارة”.

المصدر: جيروزاليم بوست