القيادي الفتحاوي جمال حويل لـ”شجون عربية”: أنصح الرجوب والعاروري الاستناد الى وثيقة الأسرى في المصالحة الفلسطينية

القيادي الفتحاوي جمال حويل لـ”شجون عربية”:  أنصح الرجوب والعاروري الاستناد الى وثيقة الأسرى في المصالحة الفلسطينية
Spread the love

خاص بمجلة “شجون عربية” – رام الله – حوار: مريم الطريفي | الدكتور جمال حويل وهو عضو مجلس ثوري لحركة فتح وباحث أكاديمي.
ولد جمال حويل في مخيم جنين في الضفة الغربية، لعائلة فلسطينية لاجئة من بلدة زرعين المهجَّرة قضاء جنين. نال شهادة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم سياسية من الجامعة الأردنية عام 1995، والماجستير في برنامج الدراسات العربية المعاصرة من جامعة بيرزيت عام 2011 ونال الدكتوراه من جامعة القاهرة.
انخرط حويل بالنضال الوطني في فترة مبكرة من حياته، وانتمى لحركة فتح وشارك بفعالياتها الوطنية. تعرض للاعتقال أول مرة عام 1985، ثم توالت اعتقالاته. أسس مع آخرين التجمع الوطني لأسر الشهداء في الضفة الغربية عام 1995، وكان ناطقه الإعلامي، وعضو أمانته العامة. طورد إبان الانتفاضة الثانية واعتقل في الحادي عشر من نيسان عام 2002 إثر معركة جنين الشهيرة، وحُكم عليه بالسجن سبع سنوات ونصف. انتخب عضوًا في المجلس الثوري لحركة فتح عام 2014. تقلَّد عضوية مجلس أمناء الجامعة العربية الأميركية في جنين عام 2016، وعضوية اللجنة الإدارية لهيئة الأسرى والمحررين عام 2018. حاورته مجلة “شجون عربية” حول ملف المصالحة الفلسطينية. والآتي نص الحوار:

– لماذا حرك موضوع المصالحة الفلسطينية الآن؟
حويل: إن ما يتعرض له شعبنا منذ أكثر من مئة عام من محاولة طمس مستمرة للهوية والوجود الفلسطيني بشكل ممنهج ومبرمج من قبل الكيان الصهيوني، الذي هو أصلاً مشروع احتلالي استيطاني إحلالي غربي بقيادة بريطانيا سابقاً وأميركا اليوم وصل لمرحلة خطيرة جداً بطرح مشروع الضم لأكثر من ‎%60‎ من الأراضي الفلسطينية في مراحله النهائية بما فيها القدس والأغوار والكتل الاستيطانية من أراضي الضفة المحتلة واعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني، مستندين لـ”صفقة القرن” الذي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
كل هذا استدعى ويستدعى أن نصل الى مصالحة حقيقية نكون فيها شركاء في القرار، كما كنا شركاء في الدم والميدان لنتحمل مسؤولية الهم والأمل ورسم ملامح استراتيجية وطنية فلسطينية نواجه فيها الاحتلال وداعيميه من الغرب والعرب من خلال التطبيع المجاني. وإذا كانت كل هذه الأمور غير كافية من أجل لملمة صفوفنا جميعنا، فإننا تنظيمات وفصائل لن تحقق الحرية لشعبنا ولن تحقق مصلحة لذاتها وستكون خارج سياق شعبنا الفلسطيني … ونحن في حركة فتح جادون في المصالحة حتى يلتئم الجرح الغائر في الجسم الفلسطيني.

–حويل: ما هي معوقات المصالحة؟ هل هي داخلية أم خارجية؟
بالتاكيد هناك أصوات داخلية لا تخدمها المصالح سواء كانوا مستفيدين أو تفكيرهم أو رؤيتهم تتطلب ذلك أو جهلهم أو ارتباطهم مع قوى إقليمية ودولية، سواء كانت دول أو تنظيمات. وهؤلاء موجودون في كل فصيل وتنظيم ولكنهم غير مؤثرين الى الآن وأتمنى أن يستمر الوضع كذلك.
وأيضاً هناك المعيق الكبير الاحتلال الصهيوني ومن لا يريد الخير لشعبنا من بعض الدول العربية والدولية لأن مصالحهم تقتضي استمرار الانقسام حتى يبرر تقصيره تجاه فلسطين بانقسامنا وحتى يبرر إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني. لذلك نحن نقول دوماً نحن مع أي دولة مهما كانت بمقدار قربها من فلسطين ونتمنى على الأشقاء في الدول العربية والإسلامية أن يكونوا داعمين للوحدة لاأنها خط الدفاع الأول عن كياناتهم واستقلالهم ودولهم. وهناك معيقات فنية لها علاقة بأين نبدأ وكيف ننتهي. وأنا اعتقد بأننا إذا وضعنا مصلحة الشعب أمامنا، فإننا سنصل الى وحدة وطنية متينة مستندة لشعبنا أولاً وأخيراً. وهذا بدوره سيؤثر على دعمنا عربياً وإسلامياً مما سيكون له الأثر في دعمنا دولياً وفي المنظمات الدولية بدءاً بالأمم المتحدة ومروراً في كل المنظمات الدولية ومحاكمها.

-هل أثّر موضوع الضم في التفكير بالمصالحة والوحدة الوطنية؟وما هو دور جبريل رجوب؟
حويل: بالتأكيد موضوع الضم كان له الأثر الأكبر في تسريع الخطى باتجاه المصالحة والأخ عزام الأحمد والأخ موسى أبو مرزوق التقوا مئات الساعات ووقعنا تفاهمات واتفاقيات كثيرة. والآن الأخ جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية والأخ صالح العاروري نائب رئيس حركة حماس يكملان المشوار ونصيحة لهما أن نستند الى وثيقة الأسرى، وثيقة الوفاق الوطني التي صاغها الاأخ الاسير القائد مروان البرغوثي والأخوة من حماس والجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية، التي حددت الكثير من معالم على طريق الوحدة على كافة المستويات السياسية والدولية والميدانية وحتى العسكرية. هناك جهود جبارة وتفصيلات دقيقة تم الحوار فيها برعاية الأخ الرئيس محمود عباس قائد حركة فتح. ونحن إن شالله بهمة الأحرار والشرفاء والحريصين على فلسطين أرضاً وشعباً في الاتجاه السليم والصحيح، لأنه لا حل لقضيتنا ولا خير فينا بلا وحدة وطنية شاملة ووحدة شعبنا العظيم. فالضم الصهيوني لا يستهدف الأرض فقط بل يهدد في هجرة السكان وتفريغ الأرض وشعارهم بالضم “أكبر مساحة من الأرض وأقل عدد من السكان”، مستندين الى رواية توراتية دينية تارة وحاجة أمنية واقتصادية وسيطرة على مواردنا تارةأاخرى .
-ما هي الخطوات المقبلة؟
حويل: إن اللقاء والمؤتمر الصحافي المشترك بين الأخ جبريل رجوب والأخ صالح العاروري خلق مناخات إيجابية كبيرة على الأقل معنوياً ونفسياً لأبناء حركتي فتح وحماس وأبناء بقية التنظيمات وأبناء شعبنا الذين عبّروا عن سعادتهم بهذا اللقاء ولكنهم طالبوا أيضاً بخطوات عملية على الأرض. وهذا لا ياتي إلا باللقاءات أخرى تعطي أجواء ايجابية وهناك أيضاً اتصالات بين الأخ الرئيس أبو مازن والأخوين اسماعيل هنية وخالد مشعل وتواصل بين الأخوين عزام الأحمد وحسن يوسف. وما تلا ذلك مباشرة من وقف التراشق الإعلامي والتخوين والتكفير والتجريم المتبادل. وكل ذلك كان بالاتجاه السليم وهناك دوماً متشككون ومحبطون بسبب التجربة الطويلة من لقاءات ملف المصالحة في دول عربية ودولية مختلفة.
المطلوب حتى ننجح :
-تكثيف اللقاءات بين جميع التنظيمات والفصائل.
-إننا جميعا فصائل وطنية فلسطينية ذات توجهات مختلفة ولكننا بالأساس هدفنا ونضالنا من أجل حرية فلسطين.
– وقف التراشق الإعلامي السيء.
– وقف الملاحقات لأي إنسان فلسطيني على خلفية انتمائه السياسي .
– الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية هدفها التحضير لأرضية من بناء الثقة والاحترام والتحضير لانتخابات فلسطينية عامة تؤسس لخلق جيل وقادة من الشباب يحملون راية الوحدة الوطنية ومواجهة الاحتلال وأن تركز الحكومة على تعزيز صمود أهلنا وشعبنا.
– مشاركة جميع الفصائل الوطنية والإسلامية في أطر منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني.
– تقييم المرحلة التفاوضية والنضالية لشعبنا الفلسطيني والخروج ببرنامج القواسم المشتركة لمواجه الاحتلال الذي قد يتطلب الاستمرار في المواصلات على أسس مختلفة ومرجعية واضحة لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية أو الغاء اتقاق اوسلو وسحب الاعتراف بإسرائيل. وقد يكون ضرورياً تحديد لشكل المقاومة سواء كانت المقاومة الشعبية او حتى العودة لخيار الكفاح المسلح.
– زرع ثقافة الوحدة الوطنية والمحبة والتسامح والتصالح مع أبناء شعبنا وأبناء فصائلنا.
– زرع ثقافة واحترام المواجهة الشاملة بكل أشكالها بدءاً من الكلمة وليس انتهاء بالرصاصة لهذا الاحتلال والندية والرأس بالرأس.
واحترام وتقدير كل من يقدر تضحياتنا ويقترب من حق شعبنا في تقرير المصير كبقية شعوب العالم.
-العمل على وحدة شعبنا من أجل تجنيد الدعم العربي والإسلامي الرسمي والشعبي ودعم وتنجيد الدعم الدولي وخاصة الذي يطالب بتطبيق ميثاق الأمم المتحده والقانون الدولي القائم على حق تقرير المصير ورفض احتلال أراضي الغير بقوة السلاح والإرهاب.