“عيد الصليب”

“عيد الصليب”
Spread the love

دمشق _ بقلم: راما السيوري/

ماهية عيد الصليب

اخفى اليهود الصليب المقدس تحت تل من القمامة، وبسبب مالاقاه المسيحيون من اضطهاد في القرون الثلاثة الأولى لم يجسر أحد على ذكره أو البحث عنه.

وذكر المؤرخون أن الإمبراطور هوريان الروماني (117 – 138 م) أقام على هذا التل في عام 135 م هيكلاً للزهرة الحامية لمدينة روما.

رأت الملكة هيلانة في منامها أنها هي ستكشف مكان الصليب، شجعها ابنها الإمبراطور قسطنطين الكبير على رحلتها إلى أورشيلم(القدس) في عام 326م، وأرسل معها 3 آلاف جندي لمساعدتها، واتفقوا أن من يجد الصليب أولاً يشعل ناراً كبيرة أعلى التل؛ لذلك يحتفل المسيحيون بإشعال النار وإضاءة “أبّولة” الصليب في عيده.

عبرت الملكة للقديس مكاريوس أسقف أورشيم عن رغبتها؛ فأرشدها إلى رجل يهودي طاعن في السن و من خلاله عرفت أن الصليب مدفون قرب معبد فينوس، وجدت ثلاث صلبان و اللوحة التذكارية المكتوب عليها يسوع الناصري ملك اليهود.

كما استطاعت أن تميز صليب المسيح بعد أن وضعت شخص متوفي كان أهله في طريقهم للدفن، وضعته على الصليب الأول والثاني فلم يقم، وأخيراً وضعته على الصليب الثالث فقام للحياة بأعجوبة باهرة، كما وضعت عليه امرأة مريضة شُفيت، عندها رفع البطريرك مكاريوس الصليب المقدس على جبل الجُلجلة، ليراه جميع الحاضرين فرتلوا “يا رب ارحم” ودموع الفرح تنهمر من عيونهم.

كما لفت الملكة الصليب المقدس بقماش من الحرير الباهظ الثمن ووضعته في خزانة من الفضة في أورشيلم بترتيل وتسابيح كثيرة.

أماكن تواجد الصليب

بعد استرجاع الصليب المقدس أصبح رمزاً للنداء والقيامة والمجد، وبُنت فوقه الكنيسة المعروفة إلى يومنا هذا كنيسة القيامة.
بقي عود الصليب في كنيسة القيامة حتى 4 أيار عام 614م حيث أخذه الفرس بعد احتلالهم أورشليم وهدمهم كنيسة القيامة، وفي سنة 629م انتصر الإمبراطور هرقليوس على كسرى ملك فارس وأعاد الصليب إلى أورشليم، وفي القرن السابع نقل جزء من الصليب إلى روما وقد أمر بعرضه فى كنيسة المخلص ليكون موضع إكرام للمؤمنين، البابا الشرقي سرجيوس الأول (687 – 701).

الاحتفال بعيد الصليب

يحتفل المسيحيون في أرجاء مختلفة من العالم في 14 أيلول/سبتمبر من كل عام،و يتمثل الاحتفال برفع البخور وترتيل الصلوات وإشعال النار، مثل بلدة معلولا في سوريا، حسب مصادر كان جبل بلدتهم الصغيرة من الأماكن التي أُشعِلت عليها النار بعد العثور على الصليب.