“ناشونال انترست”: على بايدن اغتنام الفرصة بشأن الاتفاق النووي مع إيران

“ناشونال انترست”: على بايدن اغتنام الفرصة بشأن الاتفاق النووي مع إيران
Spread the love

كتب رايان كوستيلو، وهو باحث سياسي في المجلس الوطني الإيراني الأميركي، مقالة في موقع “ذا ناشونال إنترست” الأميركي رأى فيه أنه إذا فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالرئاسة، فإن أحد أول قرارات السياسة الخارجية التي سيواجهها هو إيران. فقد جادل بعض المراقبين بأن بايدن يجب ألا يستعجل، وأن الضغط سوف يستلزم دخول إيران في مفاوضات في نهاية المطاف في الأشهر والسنوات المقبلة. وأضافوا أنه من أجل اتفاق شامل يعالج عدداً لا يحصى من القضايا الشائكة بين الطرفين، قد يكون من الحكمة توخي الحذر الأولي. لكن الكاتب يعتقد أنه من شبه المؤكد أنه ستكون هناك فرصة زمنية يمكن خلالها لبايدن إنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015 المعروفة باسم “خطة العمل الشاملة المشتركة” (JCPOA). وأوضح أنه من الأهمية بمكان أن ينتهز بايدن تلك النافذة ويتابع التزامه بالعودة الأميركية والإيرانية المتبادلة إلى “خطة العمل الشاملة المشتركة”، خشية أن يضطر إلى بدء مفاوضات جديدة من الصفر أو أن ينحصر في نهج ترامب الفاشل الذي أدى إلى التوسع الإيراني في البرنامج النووي وجعل أميركا وإيران على شفا حرب مرتين.

وأضاف كوستيلو أن قرار ترامب المتهور بالانسحاب من الاتفاق النووي وفرض سلسلة من العقوبات التصعيدية أقنع إيران في نهاية المطاف بوقف التزامها بالاتفاق في أيار / مايو 2019. ومنذ ذلك الوقت، انتهكت إيران ببطء ولكن باستمرار حدود “خطة العمل الشاملة المشتركة” بينما استمرت في المشاركة في الاتفاق. ونتيجة لذلك، فإن وقت اختراق إيران – الوقت الذي يمكن أن تنتج فيه مادة انشطارية كافية لسلاح نووي واحد إذا اختارت ذلك – انخفض الآن من أكثر من اثني عشر شهراً مع “خطة العمل الشاملة المشتركة” إلى ما يقرب من ثلاثة إلى أربعة أشهر. وهكذا، استعادت إيران بشكل فعال الكثير من نفوذها النووي تحسباً لمفاوضات مستقبلية. ومع ذلك، لا تزال السلطات الإيرانية تؤكد علناً حتى يومنا هذا أنها ستعود إلى الامتثال الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة إذا وعندما تعود الولايات المتحدة إلى التزاماتها.

ورأى الباحث أنه إذا تم انتخاب بايدن، فعليه أن يسعى إلى استعادة خط الأساس للاتفاق النووي الإيراني مع الدول الست الكبرى (5+1)، وإعادة البرنامج النووي الإيراني إلى الجدول الزمني الذي يستغرق اثني عشر شهراً، والحفاظ على خيار متابعة المفاوضات. ولكن إذا فشل بايدن في متابعة ذلك، أو إذا تفككت الجهود المبذولة لاستعادة “خطة العمل الشاملة المشتركة” بسبب تعقيد أي من الجانبين لعودة متبادلة نظيفة، فستكون إيران متأكدة من أنها ستلعب الأوراق النووية المتبقية لديها. إذ يمكن لإيران أن تستأنف التخصيب إلى مستوى 20 في المئة أو أعلى، وتقلل من تعاونها مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتنسحب رسمياً من “خطة العمل الشاملة المشتركة”، وتعلن عزمها على الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

وتابع الكاتب أنه مع التركيز على أجندة محلية قوية بشكل لا يصدق للتعامل مع جائحة فيروس كورونا، يجب أن تكون إدارة الرئيس بايدن – في حال فوزه – حريصة على إبقاء مفاوضاتها الأولية بشأن إيران بسيطة واستعادة “خطة العمل الشاملة المشتركة” لمنع مثل هذه الأزمة التي يمكن تجنبها.

وقد جادل البعض بأن العودة السريعة تخاطر بتبديد النفوذ الذي بُني في ظل إدارة ترامب، والذي يسيء تفسير الوضع الحالي للأمور. مثل هذه الحجج تخطئ في الضغط من أجل النفوذ وتفشل في فهم الدرس الأساسي للمفاوضات النووية الناجحة 2013-2015، حيث أدى استعداد الولايات المتحدة لتقديم تنازلات بشأن مسألة التخصيب وتماسك الولايات المتحدة والقوى العالمية في النهاية إلى انفراج.

وخلص الكاتب إلى أن نهج ترامب قد دمر مصداقية أميركا، وكسر أي إجماع دولي بشأن إيران، ورفع التكلفة السياسية المحلية لقادة إيران ليكونوا قادرين على التفكير في حل وسط آخر. وبالتالي، فإن النفوذ الأميركي على إيران أقل من أي وقت سابق في الذاكرة الحديثة.

وبالمثل، توفر السياسة الداخلية الإيرانية مزيداً من الوضوح بشأن الحاجة إلى الإلحاح (بشأن التفاوض مع أميركا على اتفاق نووي جديد). مع تعبير المرشد الأعلى علي خامنئي باستمرار عن شكوكه تجاه الانخراط، فإن الفشل النهائي لخطة العمل الشاملة المشتركة في ظل حكم الرئيس حسن روحاني – الذي أبدى إرادة سياسية كبيرة لتأمين الاتفاق – قد يخاطر بخرق الإجماع المحلي الإيراني الهش الذي دعم المفاوضات النووية وردع الإدارات المستقبلية عن المشاركة. فبعد الانتخابات الرئاسية في إيران في حزيران / يونيو 2021، قد تضطر إدارة بايدن إلى التعامل مع رئيس إيراني مستقبلي ومفاوض نووي على غرار محمود أحمدي نجاد وسعيد جليلي، اللذين كانا مزيجاً مزعجاً ومتشدداً بالنسبة للدبلوماسيين الأميركيين. في حين أن مثل هذه النتيجة لن تلغي إمكانية متابعة المفاوضات في النصف الثاني من عام 2021 أو ما بعده، يجب أن توفر الإلحاح لإدارة بايدن لإنقاذ “خطة العمل الشاملة المشتركة” في عهد روحاني وظريف.

ترجمة بتصرف: الميادين نت