“نيويورك تايمز”: ماذا يخبرنا التصويت المبكر عن اتجاه الانتخابات الأميركية

“نيويورك تايمز”: ماذا يخبرنا التصويت المبكر عن اتجاه الانتخابات الأميركية
Spread the love

تناولت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إلى وقائع التصويت المبكر في الولايات المتحدة مشيرة إلى الموقع الالكتروني لمشروع الانتخابات الأميركية الذي يديره مايكل ماكدونالد، وهو خبير في التصويت المبكر، والذي أصبح موقعاً مرجعياً لا بد منه لكل من يهتم بالسياسة، حيث يقدم بيانات محدثة بشكل متكرر حول نتائج التصويت المبكر في جميع أنحاء البلاد.

وحتى ليل الأربعاء، صوت 42،143،836 أميركياً وفقاً للموقع. وهو ما يمثل حوالى 30 في المئة من إجمالي عدد الأصوات التي تم الإدلاء بها في انتخابات عام 2016 – بينما لا يزال أمامنا 12 يوماً حتى يوم الانتخابات.

وقالت الصحيفة في تقرير للكاتبة ليزا ليرر إن الأرقام مذهلة: في تكساس، الولاية التي تقود حالياً الفرز المبكر للأصوات، تم بالفعل الإدلاء بعدد أكبر من الأصوات (5.3 مليون) أكثر مما ناله دونالد ترامب قبل أربع سنوات (4.7 مليون).

ورأت الصحيفة أنه بغض النظر عن الانتماء السياسي، فإن عدد الأشخاص الذين يصوتون يبدو وكأنه منارة للديمقراطية في وقت مظلم للغاية. فعلى الرغم من أزمة الصحة العامة والصعوبات الاقتصادية والرئيس الذي يحاول بشكل متكرر تقويض شرعية النظام الانتخابي، لا يزال الناخبون يجدون طرقاً للإدلاء بأصواتهم. ففي العديد من الولايات، كان ذلك يعني الانتظار في طوابير طويلة، والتنقل في بنية تحتية انتخابية مربكة والتغلب على بعض المحاولات البغيضة وحتى المهددة لترويع الناخبين.

وقال مايكل ماكدونالد، أستاذ العلوم السياسية في جامعة فلوريدا، إن الإقبال الكبير المبكر هو “في الأساس قصة إخبارية جيدة. إنه يساعد مسؤولي الانتخابات لأنه يساعدهم على إدارة الانتخابات بشكل أفضل، ويساعد الناخبين لأنه إذا كانت لديهم مشكلة في اقتراعهم، فهناك المزيد من الوقت”.

إذن ماذا تخبرنا كل هذه الأصوات المبكرة عن حالة السباق؟

وأجابت “نيويورك تايمز” قائلة إن من المحتمل جداً أننا نتجه نحو إقبال قياسي، وهو ديناميكي رأيناه في الانتخابات طوال رئاسة ترامب (شهدت انتخابات التجديد النصفي لعام 2018 أعلى نسبة إقبال في قرن). كما هو الحال في تلك الانتخابات السابقة، فإن الكثير من الأصوات مدفوعة بحماس الديمقراطيين.

ووفقاً لتحليل البروفسور ماكدونالدز، ففي الولايات التي أبلغت عن تسجيل الأحزاب، فإن 52 في المئة من الأصوات أدلى بها الديمقراطيون، و26 في المئة من قبل الجمهوريين، و21 في المائة من قبل أشخاص ليس لديهم انتماء حزبي.

وحتى عندما حض الجمهوريون أنصارهم على التصويت في وقت مبكر، فإن حملة التضليل المستمرة التي شنها الرئيس ترامب والتي اعتبرت التصويت بالبريد مليئاً بالاحتيال ربما أدت إلى تراجع الإقبال المبكر بين مؤيديه. ففي الشهر الماضي، وجد استطلاع أجرته صحيفة واشنطن بوست بالاشترام مع قناة “إيه بي سي نيوز” أن ترامب تقدم بنسبة 19 نقطة مئوية بين الأشخاص الذين يعتزمون التصويت في يوم الانتخابات، في حين أن جو بايدن متقدم على ترامب بأكثر من 2 إلى 1 نقطة، أي 67 في المئة إلى 31 في المائة، من بين الذين خططوا للتصويت قبل ذلك الحين.

تعتمد حملة ترامب حالياً على ما يسميه “الموجة الحمراء” في يوم الانتخابات والتي ستتغلب على ميزة التصويت المبكر الواضحة للديمقراطيين.

واعتبرت الصحيفة أن هذه استراتيجية محفوفة بالمخاطر. فحتى عندما لا نواجه وباء، يمكن أن يحدث الكثير لتقليل نسبة الإقبال في يوم الانتخابات، مثل المطر الغزير أو طوابير طويلة، أو انقطاع التيار الكهربائي. فمن الناحية التكتيكية، يكون منظمو حملة بايدن أكثر قدرة على تركيز وقتهم على إيجاد مؤيدين لم يدلوا بأصواتهم بعد، لأنهم في العديد من الولايات يعرفون من ذهب بالفعل إلى صناديق الاقتراع.

ومع ذلك، حذرت الكاتبة من تفسير المشاركة الديمقراطية المبكرة على أنها تنبؤية. فلا يوجد رصيد إضافي للتصويت المبكر إذ يتم احتساب التصويت في يوم الانتخابات مثل تصويت واحد من قبل. ولأن الديمقراطيين لديهم ميزة الآن لا يعني أنهم سيحافظون عليها. فعلى الرغم من عدم وجود مؤشر على أن ديناميكيات السباق تتغير بشكل كبير لصالح ترامب، فإن “الموجة الحمراء” لترامب ليست مستحيلة.

وبالطبع، نرى في الإحصاءات فقط بيانات تسجيل الناخبين الأوائل – وليس من حصل على الأصوات. لن يدلي كل ناخب مسجل كديمقراطي بصوته لصالح بايدن. وسيتعين علينا الانتظار حتى يوم الانتخابات – أو ربما الأيام التالية – لمعرفة من سيصبح الرئيس الأميركي المقبل.

ترجمة بتصرف: هيثم مزاحم

عن الميادين نت