محمود الزهار لـ«شجون عربية»: حل الدولتين كذبة كبرى والمصالحة الفلسطينية انتكست

محمود الزهار لـ«شجون عربية»: حل الدولتين كذبة كبرى والمصالحة الفلسطينية انتكست
Spread the love

خاص بـ«شجون عربية» – رام الله – حوار: لبيب فالح طه –
إنها غزة، بوابة فلسطين الجنوبية العصية على الطامعين من المحتلين قديماً وحديثاً، بوابة تفصل بين قارتي آسيا وأفريقيا، وملتقى البحر الأبيض المتوسط بالسهل الساحلي الفلسطيني. فهي تحاذي صحراء النقب، وتقترب من ملتقى مصر والأردن والسعودية بفلسطين في خليج العقبة.
اقترن اسمها في النصف الثاني من القرن العشرين بانطلاقة الانتفاضة الأولى منها، وزوال الاحتلال الجزئي عنها وإقامة سلطة فلسطينية بعد الاحتلال الإسرائيلي لها عام 1967، ووقوعها تحت حكم حركة حماس بالكامل عام 2007 كأول بقعة جغرافية فلسطينية تقع تحت حكم يقوم على فكر الإسلام السياسي.
ومن وجوه حركة حماس البارزين الدكتور محمود الزهار، الطبيب والسياسي والأكاديمي الفلسطيني، الذي أجاب على أسئلتنا حول مجمل التطورات الفلسطينية، كما يلي:

-كيف هي الأوضاع في غزة نتيجة وباء كورونا والحصار؟
الزهار: الأوضاع صعبة على المستوى الصحي بسبب تزايد عدد المصابين بفيروس كورونا، الأمر الذي ينعكس سلباً على مصادر رزقهم، إضافة إلى الحصار المفروض من الاحتلال الإسرائيلي وصعوبة المواصلات مع الجانب المصري بسبب الوباء، وبسبب إغلاق الأسواق والمتاجر.

-كيف يمكن وصف علاقة حركة حماس ببقية القوى في غزة؟ هل هي حزب حاكم حاليا أم بالاشتراك مع أحزاب أخرى أم ماذا؟
الزهار: العلاقة مقبولة مع أعضاء حركة فتح، وجيدة مع بقية الفصائل والدليل على ذلك تعدد اللقاءات والمقابلات الإعلامية المشتركة والتنسيق في المواقف السياسية. أما الذين يديرون الشؤون المدنية فهم موظفون سابقون مهنيون في المجالات المختلفة.

– ما هي أسباب إقامة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في الخارج، وهل من عودة له؟ وهل الإقامة في الخارج لأسباب شخصية أم تنظيمية أم ماذا؟
الزهار: من المعلوم أن قياديين عديدين لحركة حماس موجودون في الخارج والاتصال بهم والتواصل معهم يفيد الحركة. كما أن التواصل مع الجهات الرسمية يزيد من توثيق العلاقات الدولية برغم الظروف الصعبة بسبب الوباء وقلة الحركة.

-كيف تصف علاقة حركة حماس مع مصر وسوريا حالياً؟
الزهار: العلاقة مع مصر طبيعية جداً، يوجد تواصل ولقاءات ولا توجد مشاكل حدودية أو أمنية، لكن الوضع الصحي في مصر صعب كما في قطاع غزة.
وفي رأيي ليس بين حركة حماس وسوريا أي مشاكل باستثناء أن بعض الفلسطينيين في سوريا قاموا بأشياء لا تقبلها حركة حماس، والعلاقة بين حماس والدول التي تضررت من الكيان الصهيوني يجب أن تكون جيدة وبخاصة سوريا.

-ما الذي سيتغير على الفلسطينيين بعد نهاية حقبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب؟
الزهار: سيتغير الكثير من الأمور أهمها قضية الضم الذي سيتم عن طريق المستوطنات التي تبتلع الأرض الفلسطينية وتحاول إعاقة التواصل بينها، لكن الأمر الأكبر سيكون في موضوع حقوق الإنسان في العالم المحيط بفلسطين الأمر الذي قد يحسن من أوضاع الفلسطينيين والتواصل مع الخارج.

– هل انتهت ما سميت بـ”صفقة القرن” مع نهاية عهد ترامب أم لا تزال مستمرة؟
الزهار: “صفقة القرن” هي المشروع الصهيوني الذي بدأ قبل عام 1948، ولكن كان المطلوب الإجهاز على القضية الفلسطينية، وقد تحققت العديد من الإجراءات مثل تطبيع العلاقات الخليجية مع الكيان الصهيوني والتغيرات في الوعي الثقافي تجاه بعض شعوب الخليج بالذات.

– هل توقفت عجلة التطبيع الرسمي العربي مع إسرائيل مع قرب نهاية عهد ترامب؟
الزهار: ستتوقف في الإعلام ولكنها ستستمر من تحت الطاولة، وقد تتوقف بعض الدول التي لم تطبع أو التي طبعت ولم تستفد من التطبيع مثل السودان. وقد يتم وقف الحرب في اليمن وحل مشكلة سوريا، وتحسن العلاقات مع إيران وسوريا وغيرها.

– كيف يبقي الفلسطينيون على تواصلهم مع الشعوب والأنظمة في الدول المطبعة؟
الزهار: يتم ذلك بعدم الدخول في صراعات إعلامية وتجاهل جرائمهم التي ارتكبت في عهد ترامب، وضرورة تبني سياسات جديدة لعمل تحالفات إقليمية مناهضة للكيان الصهيوني، وتوعية الشعوب العربية، وتحريض الشعوب الإسلامية للوقوف مع القضية الفلسطينية وغيرها في العالم الاسلامي.

– أين وصلت عربة المصالحة الفلسطينية الآن بعد التطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية؟
الزهار: توقفت كما توقعنا، بل انتكست، وخاصة عند الذين صدقوا أنه يمكن أن يكون للثعلب دين.

– هل المصالحة والتنسيق الأمني يسيران في خطين متوازيين أم يمكن لهما أن يتقاطعا عند نقطة معينة؟
الزهار: المصالحة توافق على مشروع واحد، وهو غير موجود، والتنسيق الأمني خيانة لله تعالى وللوطن وللقضية، ولكن ستستمر أكاذيب المطبعين وإخفاء أثر المستوطنات التي تم تسعيرها في المرحلة الأخيرة كبديل عن مشروع الضم المعلن.

– هل مطلب وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال مطلب واقعي أم طوباوي وكيف؟
الزهار: هو مطلب صادق وحقيقي ولكن المصيبة في الذين يؤمنون به كمشروع وطني، وهو في الحقيقة خيانة للأرض والإنسان والمقدسات، وهو السبب في إضعاف وقتل المقاومة التي كانت سبباً في انسحاب الاحتلال من غزة، والتي بغيابها تتوسع المستوطنات في القدس والضفة.

– ماذا ترى في الأفق القادم وكيف على الفلسطينيين أن يتصرفوا؟
الزهار: ليس من مخرج سوى زيادة قوة المقاومة في غزة، وإعادة التنسيق والتحالف مع الدول القوية المتضررة من كيان الاحتلال مثل إيران وسوريا والأردن وتركيا وغيرها من الدول العربية والإسلامية.

– بالنسبة لحل الدولتين وهل لا يزال حلاً واقعياً؟
الزهار: من الواضح أن حل الدولتين كان كذبة كبرى وقد أثبتت خطة ترامب النوايا الحقيقية، فبسبب إعلانه الضم لم تعترض دولة الاحتلال وكفت عن الحديث عن الدولتين، لأن المستوطنات تحقق صفقة تصفية القضية على مستوى الشعب والأرض.

– ماذا كسبت “حماس” من تولي الحكم في غزة وماذا خسرت؟
الزهار: كسبت “حماس” أن المقاومة لم تتعرض للضرب من سلطة رام الله كما حدث بعد تكوين السلطة، وكسبت تقليم أضافر التعاون الأمني وطرد الاحتلال، ومحاربة الفساد ولو بحدود معينة، وكسبت الخبرة والتجربة الإدارية في كافة المجالات.
– هل من أمر لم نسأله تريد الحديث عنه؟
الزهار: بالنسبة لتأثير ذهاب ترامب على الساحة السياسية، فإن كل الدول التي راهنت على “صفقة القرن” ستقف عاجزة عن التقدم أو التراجع، فقد انكشفت أنظمة مثل بعض دول الخليج والسودان، وستتوقف الحرب في اليمن، وسيتحسن وضع إيران وتركيا وربما سوريا، وسستراجع سياسة هضم حقوق الإنسان بتفعيل حقوق الإنسان. قد تشهد المنطقة في شمال إفريقيا تحسناً في الدول مثل تونس والجزائر، وتنتهي بالتدريج الحرب في ليبيا وستتعافى الدول من سياسات خاطئة مثل قضية مياه النيل والوضع في السودان وفي دول الخليج.