“ميدل إيست آي”: “إسرائيل” حاولت باغتيال فخري زادة استدراج إيران إلى حرب

“ميدل إيست آي”: “إسرائيل” حاولت باغتيال فخري زادة استدراج إيران إلى حرب
Spread the love

كتب المحلل الإسرائيلي البارز يوسي ميلمان مقالة في موقع “ميدل إيست آي” البريطاني قال فيها إنه مع مرور الوقت منذ اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زاده في 27 تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، تتضاءل فرص الانتقام السريع.

فبعد الاغتيال، في عملية منسوبة إلى جهاز الموساد الإسرائيلي شرق طهران، استخدم كبار القادة الإيرانيين لغة قاسية تتوعد بالانتقام، ليس فقط ضد “إسرائيل” ولكن أيضاً ضد الولايات المتحدة وحليفتي “إسرائيل” الجديدتين في المنطقة البحرين والإمارات العربية المتحدة. ومن بين الذين تعهدوا بالانتقام الرئيس حسن روحاني والمقربون العسكريون من المرشد الأعلى علي خامنئي، بمن فيهم وزير الدفاع السابق أحمد وحيدي.

لكن الخطاب التحريضي هدأ وأتيح المجال لاتخاذ قرارات فاترة. السؤال الأول الذي يجب طرحه هو لماذا قررت اسرائيل اغتيال فخري زادة؟

وقال الكاتب إنه لتنفيذ الخطة، احتاج “الموساد” كذلك إلى معلومات دقيقة وجدوى تشغيلية. فبمجرد أن اكتسبت “إسرائيل” الرغبة والقدرات الاستخباراتية واللوجستية الدقيقة، بقيت مسألة التوقيت فقط – لكن لماذا الآن؟

وأوضح الكاتب أن من المرجح أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو السلطة النهائية في الموافقة على أو رفض ما إذا كان رئيس الموساد يوسي كوهين قادراً على تنفيذ مثل هذه المهمة، وأنه قد تشاور مع الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب. وينبغي أن يكون ترامب ومساعدوه الأمنيون والعسكريون على علم بالقرار السري، لأن الولايات المتحدة كان عليها أن تعد نفسها لجميع الاحتمالات، بما في ذلك السيناريو الأسوأ: أن تقرر إيران الانتقام بضرب أهداف أميركية، مثل قواعد أميركية في البحرين أو دولة قطر.

وأضاف ميلمان: يؤدي هذا إلى استنتاج شبه حتمي بأن نتنياهو وترامب كانا يأملان في استفزاز إيران. كان سيناريوهم المأمول هو أنه بعد مقتل فخري زادة، ستنتقم طهران من الولايات المتحدة، الأمر الذي لن يترك أمام ترامب أي خيار سوى إعلان الحرب على إيران. فإذا كانت هذه هي خطتهم، فقد أرادوا كذلك إحراج الرئيس المنتخب جو بايدن.

لكن بعد رد فعلهم العاطفي الأولي، فهم قادة إيران المؤامرة الإسرائيلية الأميركية وقرروا عدم الوقوع في الفخ.

ورأى المحلل الإسرائيلي أن إيران لا تزال تسعى للانتقام وتجهز أجهزتها الاستخباراتية لتكون جاهزة. لكن طهران تنتظر بفارغ الصبر بايدن وإدارته المقبلة وتأمل في أن يعيد الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، المعروف باسم “خطة العمل الشاملة المشتركة”، وأن يرفع العقوبات المشددة التي فرضها ترامب على مدار العامين الماضيين.

وقال ميلمان إنه من غير المرجح بتاتاً أن ترد إيران على أهداف أميركية، وبالتأكيد ليس قبل دخول بايدن البيت الأبيض في 20 كانون الثاني / يناير. ومع ذلك، يتطلع الإيرانيون إلى ما بعد ذلك التاريخ، وهم يعلمون أن الإدارة الجديدة ستحتاج إلى بضعة أشهر أخرى لصياغة سياستها وإعادة الدخول في الاتفاق النووي، إذا قامت بذلك أساساً.

ومع ذلك، قد تصاب إيران بخيبة أمل في النهاية. فعلى عكس كيف يصوّر نتنياهو والجمهوريون الأميركيون بايدن على أنه ضعيف ولين مع إيران، فهو ليس في جيب إيران. يريد بايدن إحياء الاتفاق النووي وإدخال إيران في أسرة المجتمع الدولي. لكن ليس بأي ثمن.

فقد ألمح بايدن وبعض المرشحين المستقبليين لمجلس الوزراء إلى أنهم يرغبون في تحسين الاتفاق النووي وسد بعض الثغرات فيه. وتشمل هذه فكرة “الغروب” – عندما تنتهي صلاحية الاتفاقية – وهو ما لا يريده بايدن بالتأكيد أن يحدث في عام 2025، كما ينص الاتفاق الأصلي. كما يأمل في إقناع إيران بتوسيع الصفقة بحيث تتناول قضايا الصواريخ بعيدة المدى وتدخلات إيران المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط ودعمها للجماعات المسلحة.

ترجمة بتصرف: هيثم مزاحم – عن الميادين نت