معاريف: الذعر اندلع مجدداً في مقر رئاسة الحكومة – والنتيجة إلغاء الانتخابات

معاريف: الذعر اندلع مجدداً في مقر رئاسة الحكومة – والنتيجة إلغاء الانتخابات
Spread the love

شجون عربية _

بن كسبيت – محلل سياسي اسرائيلي/

الذعر الذي اندلع في الأمس في مقر رئاسة الحكومة في بلفور مبرر. الأسباب ليست سياسية بل قضائية. الخطوة الجريئة التي قام بها جدعون ساعر تبعد الانتخابات. لمن لم يفهم بعد: الدوافع الوحيدة لنتنياهو هي بنود الاتهام الثلاثة الموجهة إليه: الرشوة، والاحتيال، وخيانة الأمانة. لا الكورونا ولا الإصلاحات في منظومة القضاء، ولا تأليف حكومة. في اللحظة التي يشكل فيها ساعر حزباً، وعلى افتراض أنه سيدخل إلى الكنيست، فرص نتنياهو في الحصول على 61 مقعداً في الكنيست تمنحه الحصانة/التغلب، وتلغي محاكمته ستتهاوى بشكل خارق. ومن المحتمل أيضاً أن عضو الكنيست عباس منصور قد تحول في الأمس من أمل إلى سراب. في اللحظة التي تتهاوى هذه الفرصة تتهاوى الانتخابات أيضاً. هذا ليس نهائياً وهو مفتوح للنقاش، لكن هذه كانت الصورة مساء أمس.
جماعة رئيس الحكومة تحدثوا في الأمس عن تداعي السور. عن تفكك. لقد نجحوا في وضع علامة “يسار” على ليبرمان، على الرغم من أن ليبرمان يميني أكثر من نتيناهو. ونجحوا في تحويل نفتالي بينت إلى نوع من ولد، على الرغم من أن بينت أيضاً أكثر يمينية بكثير من نتنياهو. سيكون من الصعب أن يفعلوا ذلك مع جدعون ساعر. فهو من لحم ودم الليكود. مواقفه اليمينية مثبتة، وموثوق بها، وراسخة، ودائماً إلى يمين نتنياهو. يمكن أن يكون ساعر السنونوة الأولى التي تبشر بمجيء الشتاء إلى مقر رئاسة الحكومة. ساعر هو يميني حقيقي يقول “فقط ليس بيبي” ولديه كل الأسباب التي في العالم.
إلى أين ستصل قضية ساعر؟ الجواب المنطقي إلى إلغاء الانتخابات. نتنياهو سبق أن أرسل بصورة غير مباشرة اقتراح تسوية إلى غانتس في الأيام الأخيرة، لكنه استُقبل بتجاهل. في تقديري أنه سيرسل اقتراحاً محسناً مثل تمديد ولاية نتنياهو كرئيس للحكومة من سنة ونصف السنة إلى سنتين. بحيث لا تحدث المداورة في المناصب في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 بل في نيسان/أبريل 2022. والحكومة والكنيست يمرران الميزانية المتعددة السنوات، الأمر الذي سيهدىء غانتس بصورة نهائية حيال تنفيذ المداورة. بالإضافة إلى ذلك هناك حالة انتقال وزارة مهمة من يدي الليكود إلى أزرق أبيض. وبالإضافة إلى ذلك: تسويات في إصدار التعيينات، وبروتوكول الحكومة وغيره.
بكلمات أُخرى، من أجل تجفيف خطر ساعر، سيوافق نتنياهو على المداورة في منصب رئاسة الحكومة، مع أن ولايته باقية لمدة سنة ونصف السنة بصورة كاملة. بهذه الطريقة سيجري تجفيف أنصار ساعر من خلال إبقائهم في الخارج، وليبرمان وبينت مستمرون في التجفف وشركاؤهما في المعارضة. هل سيحدث هذا؟ لا يمكن معرفة ذلك.
غانتس سيكون رئيس حكومة بالفعل والمناوبة في آن معاً. زوجته رفيتال غانتس ستحصل على سيارة أودي 16 مصفحة، وستحصل على اللقاح قبل سارة نتنياهو. وهلم جراً. لن يبقى إغراء لن يقدّم إلى غانتس من أجل تحييد ساعر. هكذا يعمل نتنياهو. السؤال ماذا سيفعل غانتس. في عالم طبيعي يجب عليه أن يرمي جانباً نتنياهو ووكلاءه من كل المستويات، ويواصل بكل قوة المضي قدماً. إمّا أن ينكسر بيبي وتجري المداورة في موعدها، وإمّا أن نذهب إلى انتخابات ويتحقق أخيراً الهدف الذي من أجله نشأ حزب أزرق أبيض منذ البداية: تحرير الدولة من احتضان عائلة نتنياهو الخانق لها.

المصدر: صحيفة معاريف الاسرائيلية _ عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية