“يديعوت أحرونوت”: لإسرائيل أيضاً أحلام بعد المصالحة في الخليج

“يديعوت أحرونوت”: لإسرائيل أيضاً أحلام بعد المصالحة في الخليج
Spread the love

شجون عربية _ بقلم: سمدار بيري – محللة الشؤون العربية في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية |
كانت ممتعة متابعة الاجتماع (الثلاثاء) بين حاكم إمارة قطر الشيخ تميم بن حمد وبين مضيفه في الرياض محمد بن سلمان. الأول في عباءة فوقها معطف بني، والثاني مرتدياً معطفاً أسود. الكاميرات لم تفوت أي حركة، من هبوط الطائرة القطرية إلى الاحتضان الحار الذي سارع ولي العهد السعودي إلى منحه. العالم كله كان يشاهد، والحاكم الفعلي للمملكة الذي يصرّ على تغيير وجهها يعي كل لفتة طيبة.
ثلاث سنوات لم تطأ قدما حاكم قطر السعودية، والبحرين، والإمارات في الخليج الفارسي، ومصر. لكل دولة من هذه الدول حساب طويل مع الإمارة الصغيرة. عبد الفتاح السيسي رئيس مصر غاضب بسبب الدعم القطري لأعدائه اللدودين، الإخوان المسلمين، ولديه حساب طويل أيضاً مع الصداقة الرائعة بين قطر وبين خصمه الكبير تركيا.
في دولة الإمارات يتابعون باهتمام كبير علاقات قطر مع إيران، التي تهدد بتنفيذ هجوم في أبو ظبي أو في دبي. البحرين تسير مع السعودية واضطرت في الأمس إلى رمي قائمة الشروط التي وضعتها لقطر كشرط للمصالحة في سلة النفايات التاريخية، على الأقل حالياً.
كان هناك شخص آخر حضر الاجتماع: جاريد كوشنير، المستشار، ورجل المهمات العلنية والسرية، وصهر الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب. منذ الشهر الماضي كان يمكن التقاط علامات أولى للعملية وهدفها استعداد السعودية حيال الإدارة الجديدة في واشنطن للتعامل مع جو بايدن الذي لا يؤيد سلوك المملكة بالتحديد. يمكن القول أيضاً إن ترامب وكوشنير يحضّران لنفسيهما بعد المصالحة رزمة صفقات تجارية كبيرة في الخليج الفارسي.
يبدو أن السعوديين تخلوا عن حلمهم الكبير بأن تغلق قطر قناة الجزيرة التي كانت تهاجمهم. في المرحلة الأولى فُتحت يوم الاثنين الحدود البرية والجوية والبحرية بين الدولتين. بالنسبة إلى إسرائيل التي كانت في صورة خطوات المصالحة، هذا يعني أن من المحتمل انضمام قطر قريباً إلى خطوط الطيران الجديدة، وفي إمكان سياح إسرائيليين الذهاب لزيارة الإمارة القريبة.
في العودة إلى الأهمية السياسية: من وجهة نظر إسرائيلية لا يمكن تجاهُل شخصين أساسيين في الدوحة عاصمة قطر يهمسان في أذني الشيخ تميم. الأول عضو الكنيست السابق عزمي بشارة، الذي فرّ إلى الأردن واختار حياة المنفى في الإمارات التي قدمت له ظروف حياة مترفة. في الجانب الثاني هناك الدبلوماسي القطري الماهر محمد العمادي المسؤول، ليس فقط عن حقائب الدولارات التي يوزعها في غزة، بل أقام أيضاً علاقات سرية مع مسؤولين كبار في إسرائيل، ويحظى بالكثير من الثناء من جانبهم على طرق تصرفه.
خلف المصالحة في الخليج تتراكم أحلام: زيادة قوة مجلس التعاون الخليجي استعداداً لدخول الإدارة الجديدة إلى البيت الأبيض، وبث الروح في مؤسسة الجامعة العربية في محاولة للتقليل من نفوذ تركيا. وعلى الرغم من أنه من غير الواضح كم من الوقت ستصمد هذه المصالحة، فإن قطر ستدخل تحت العباءة السعودية. وإسرائيل لن تخرج خاسرة.
مَن الذي ربح فعلاً في هذه القصة؟ جاريد كوشنير ووالد زوجته ترامب. الآن في السياسة، وبعد ذلك مباشرة في الأعمال التجارية.

المصدر: صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية – عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية