ماذا يعني انضمام باربرا ليف إلى مجلس الأمن القومي الأميركي؟

ماذا يعني انضمام باربرا ليف إلى مجلس الأمن القومي الأميركي؟
Spread the love

من المقرر أن تنضم السفيرة باربرا ليف إلى مسؤولين آخرين عملوا في عهد الرئيس باراك أوباما ممن لديهم أوراق اعتماد راسخة في سياسة الشرق الأوسط.

بقلم: د. هيثم مزاحم | نقل موقع “فوكس” Vox الأميركي عن مصادر متعددة مطلعة أن من المتوقع أن يتم تعيين باربرا ليف، السفيرة الأميركية السابقة لدى الإمارات العربية المتحدة أثناء إدارة باراك أوباما، في مجلس الأمن القومي للرئيس المنتخب جو بايدن.

وإذا تم اختيارها، ستنضم ليف إلى المبعوث الأميركي السابق إلى التحالف لهزيمة تنظيم “داعش”، برايت ماكغورك، الذي تم تعيينه منسقاً جديداً للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي الأسبوع الماضي.

وأضاف الموقع أن أهمية تعيين ليف يعود إلى كونها تتمتع بخبرة واسعة في السياسة الأميركية تجاه الخليج، حيث شغلت سابقاً منصب المسؤول الأعلى في وزارة الخارجية لشبه الجزيرة العربية، وقبل ذلك كانت المسؤول الأعلى في الوزارة بالنسبة للعراق، في ظل إدارة أوباما. وكانت كذلك أول مديرة للشؤون الإيرانية في وزارة الخارجية.

وأمضت ليف معظم حياتها المهنية في التعامل مع القضايا في المنطقة، بما في ذلك مهام منفصلة كمسؤول كبير في وزارة الخارجية لشبه الجزيرة العربية والعراق، وكأول مديرة للوكالة لمكتب الشؤون الإيرانية. وعملت أيضاً في “إسرائيل” ومصر وتونس، من بين مهام أخرى.

وبعد تركها للعمل الحكومي في عام 2018، انضمت ليف إلى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وهو مركز أبحاث صهيوني في واشنطن العاصمة. وهناك قدمت أفكاراً حول علاقة أميركا بدولة الإمارات – الحليف الرئيسي في الخليج – والعلاقات المزدهرة بينها وبين “إسرائيل”، فضلاً عن الوجود الدبلوماسي الأميركي في العراق.

في كانون الأول / ديسمبر الماضي، تحدثت ليف للموقع عن صفقة أسلحة وشيكة بقيمة 23 مليار دولار للإمارات تريد إدارة الرئيس دونالد ترامب التعجيل بها قبل أن تتولى الإدارة الجديدة مقاليد الأمور. وبينما كان البعض قلقاً من أن بيع طائرات مقاتلة وطائرات بدون طيار وقنابل متطورة من شأنه أن يجعل الدولة الخليجية لاعباً إقليمياً أقوى – ربما على استعداد لاستخدام قوتها الجديدة لمهاجمة إيران – قالت ليف إنها لا تخشى هذا الاحتمال. وقالت “هذا لن يغيّر التوازن العسكري في الشرق الأوسط. إن ترسانات إيران الصاروخية وغير التقليدية هائلة ويمكن أن تلحق أضراراً جسيمة، حتى لو حصلت الإمارات على مقاتلة “أف-35″ F-35”.

وقالت مصادر إنها ستعمل على علاقات أميركا مع الحلفاء الخليجيين أثناء عملها في مجلس الأمن القومي، على الرغم من أن المعايير الدقيقة لتعيينها غير واضحة. وهذا طبيعي في هذه المرحلة، وستصبح القضايا التي ستقودها أكثر وضوحاً عندما تقضي السفيرة المتقاعدة المزيد من الوقت في البيت الأبيض.

ومع ذلك، قال الموقع إن الملف الخليجي سيكون صعباً، حيث وعد بايدن بالفعل بإخراج الولايات المتحدة من الحرب التي تقودها السعودية في اليمن وتعهد بإصلاح العلاقات مع الحلفاء الإقليميين. ويمكن أن يضع ذلك ليف في مركز قرارات السياسة الخارجية الحساسة والمثيرة للجدل منذ البداية.

ويتطلع البعض في وزارة الخارجية بالفعل إلى رؤية كيف ستتعامل مع دورها. وقال مسؤول دبلوماسي للموقع، متحدثًا بشرط عدم الكشف عن هويته، لأنه لم يُسمح له بالتحدث للصحافة: “إنها تعرف كل شؤون الشرق الأدنى جيداً، لذا أتوقع منها أن تعمل جيداً مع وزارة الخارجية”.

ورفضت ليف التعليق للموقع، وقال الفريق الانتقالي لبايدن إنه ليس لديه تعيينات موظفين للإعلان عنها.

وبحسب موقع “المونيتور” الأميركي، فإن اختيار بايدن للسفيرة ليف هو أحدث علامة على انتقاء بايدن للمتخصصين في سياسة الشرق الأوسط وإعطاء أولوية قصوى للمشاركة الدبلوماسية مع إيران.

وقد أعلن بايدن يوم الاثنين الماضي أن اختياره لمدير وكالة الاستخبارات المركزية هو للسفير السابق ويليام بيرنز، وهو مسؤول سابق في السلك الدبلوماسي قاد إدارة أوباما في وقت مبكر عبر القنوات الخلفية للمفاوضات مع طهران.

وفي الأسبوع الماضي، عيّن الرئيس المنتخب ويندي شيرمان، وهي كانت المسؤول الأعلى السابق للشؤون السياسية في وزارة الخارجية والمفاوض الرئيسي في المحادثات مع إيران التي أدت إلى خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 (الاتفاق النووي)، كنائبة لوزير الخارجية.

وأشار “المونيتور” إلى أنه كان من المتوقع منذ فترة طويلة أن يختار بايدن مسؤولين في عهد أوباما لقيادة نهجه في الشرق الأوسط، لكن المنطقة تغيرت بشكل كبير على مدى السنوات الأربع الماضية.

وقد تعهد بايدن بإنهاء الدعم الأميركي لحرب التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن والعودة للانضمام إلى الاتفاق النووي الدولي لعام 2015 مع إيران.

وكانت الإدارة المنتهية ولايتها للرئيس دونالد ترامب قد انسحبت من “خطة العمل الشاملة المشتركة”، الاتفاق النووي مع إيران، في عام 2018 وفرضت عقوبات اقتصادية على إيران ونفذت عملاً سرياً ضدها وحاولت بناء ردع عسكري إقليمي على أمل تقليص دعم إيران للوكلاء الإقليميين ولبرنامجها للصواريخ الباليستية.

وقال جاك سوليفان، الذي اختاره بايدن مستشاره للأمن القومي، في وقت سابق من هذا الشهر إن المحادثات بشأن الصواريخ الباليستية الإيرانية يجب أن تأتي بعد مفاوضات العودة إلى “خطة العمل الشاملة المشتركة”.

وبملاحظة تعيينات بايدن لدبلوماسيين محترفين ومعتدلين نسبياً في مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات المركزية، ومعظمهم كان يعمل في إدارة الرئيس باراك أوباما وشارك في المحادثات النووية مع إيران، يبدو الرئيس المنتخب عازماً على بدء محادثات جدية مع طهران للعودة إلى الاتفاق النووي، وتخفيف التوتر والتصعيد معها اللذين أثارهما ترامب بسياساته الصهيونية الخرقاء.

المصدر: الميادين نت