يديعوت أحرونوت: هم يصوتون لليهود أيضاً

يديعوت أحرونوت: هم يصوتون لليهود أيضاً
Spread the love

شجون عربية/
عفيف أبو مخ – اختصاصي في التكنولوجيا وناشط في المجتمع العربي/

في الأسبوع الماضي نشر معهد “ستاتنت” استطلاعاً للرأي بإدارة يوسف مقالدة الذي فحص مع أي حزب سيصوت المجتمع العربي في حال انشقت القائمة المشتركة إلى 4 مكوناتها [يمكن مراجعة مضمون الاستطلاع في عدد نشرة “مختارات” يوم الجمعة الماضي 22/1]. المعطى المهم الذي برز هو أن نحو 25.1% من الذين شملهم الاستطلاع أجابوا بأنهم سيصوتون لأحزاب يهودية وليس بالضرورة لمصلحة أحد الأحزاب التي تتألف منها القائمة المشتركة. هذا المعطى مثير للاهتمام لكن يجب ألا يفاجئ مَن يتابع الجمهور العربي في الأشهر الأخيرة، وفي الأساس منذ تأليف حكومة المداورة التي تبين أنها حكومة نتنياهو من دون مداورة.

يجب التشديد على أن السؤال المطروح في مركز الاستطلاع نظري جداً. ليس من المعقول أن تتفكك القائمة المشتركة إلى أربعة أحزاب، وذلك بسبب نسبة الحسم العالية التي تصل إلى 3.25%. مع ذلك من الصعب أن نتجاهل حقيقة أن ربع الذين شملهم الاستطلاع يصرّحون بأنهم سيصوتون لحزب يهودي.

هذا المعطى لم يكن استثنائياً حتى وقت قريب. في انتخابات نيسان/أبريل 2019، وقبل تشكيل القائمة المشتركة (حينها خاضت الأحزاب العربية الانتخابات بقائمتين، حداش- تاعل، وراعم – بلد) صوّت نحو 29% من الناخبين لمصلحة أحزاب يهودية . في أيلول/سبتمبر 2019 صوّت نحو 20% من الناخبين العرب لأحزاب يهودية.

الإنجاز غير المسبوق، الحصول على 15 مقعداً في انتخابات آذار/مارس 2020، حدث أيضاً بسبب نسبة التصويت في المجتمع العربي التي وصلت إلى 64.7% (الأعلى منذ سنة 1999)، لكن لا يقل أهمية عن ذلك هو التصويت الموحد في البلدات العربية: 88.3% اختاروا القائمة المشتركة، وهو ما يعني أن أقل من 12% صوتوا لأحزاب يهودية.

لقد كان هذا هو الإنجاز الحقيقي للقائمة المشتركة. طوال سنوات حاولت الأحزاب العربية السيطرة على الشارع العربي، لكنها لم تنجح في القيام بذلك حتى جاء نتنياهو وأحزاب الوسط – اليسار وقدموا لهم ذلك على طبق من فضة.

من ناحية، خاض نتنياهو حملة تحريض مستمرة خلال المعارك الانتخابية الثلاث، وكان هدفه نزع الشرعية عن الصوت العربي. من ناحية ثانية حرصت أحزاب الوسط-اليسار على عدم إعطاء هذه الأحزاب شيئاً وفضلت استغلالها: فهي لم تُدرج مرشحين عرباً في قوائمها، أو دفعتهم إلى مراكز غير واقعية.

ما الذي تغير وجعل ربع المجتمع العربي يعلن أنه ينوي التصويت لمصلحة أحزاب يهودية؟ أولاً، يبدو أنها إرادة الجمهور العربي للتأثير في اللعبة السياسية في إسرائيل، بعد أن تبين أنه ليس في إمكانهم فعل ذلك بواسطة القائمة المشتركة، بغض النظر عن عدد مقاعدها.

سبب آخر هو النزاع المستمر بين مكونات القائمة المشتركة، وحقيقة أنها تشكل نوعاً من ناد يغلق أبوابه في وجه أجزاء إضافية من الجمهور العربي معنية بالدخول إلى السياسة.

أيضاً، تتضح نتائج السعي وراء الصوت العربي من قبل الأحزاب اليهودية. رأينا ذلك في حملة الزيارات التي قام بها نتنياهو إلى بلدات، مثل الطيرة وأم الفحم والناصرة، والتي كان مستعداً للتخلي عن جزء منها قبل سنة فقط ضمن إطار تبادُل المناطق في صفقة القرن.

يجب أن نضيف إدراج مرشحين عرب في القوائم الحزبية الصهيونية – غيدا ريناوي الزعبي وعيساوي فريج في ميرتس، والبروفيسور عليان القرناوي في قائمة يارون زليخا، واحتمال تحصين مرشحين عرب في قائمة الليكود وحزب يوجد مستقبل.

في الخلاصة، ليس هناك صوت عربي موحد سيصب في تصويت جارف كما جرى مع القائمة المشتركة. في المجتمع العربي هناك أصوات متعددة كما أظهر الاستطلاع، وهذا يفسر غزل نتنياهو، الرجل الذي يعيش ويتنفس استطلاعات، ولن يضيّع فرصة من هذا النوع أبداً. يتعين على الجمهور العربي أن يأمل بأن هذا العناق الجديد لن يتضح أنه كعناق الدب.
المصدر: صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية _ عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية