العميد إلياس فرحات لـ”شجون عربية”: إسرائيل ليست في وارد التورط في عدوان على لبنان

“شجون عربية” – حوار: فاتن سليمان |
قال الباحث العسكري والسياسي اللبناني العميد المتقاعد إلياس فرحات في حوار خاص مع مجلة “شجون عربية” إن العقبات التي تقف أمام تشكيل الحكومة في لبنان داخلية وتحديداً الخلاف الكبير بين طرفي التأليف، رئيس الجمهورية ميشال عون، والرئيس المكلف بتشكيل الوزارة سعد الحريري، إذ هناك شبه قطيعة بينهما. أما الاتصالات الخارجية التي يقودها الرئيس المكلف في مصر والآن في فرنسا والمقرر فيما بعد في الامارات، فإنها تسهّل التأليف ولا تحسمه، بينما يُحسم التأليف في توافق الرئيسين .
أما بالنسبة للأزمة النقدية والاقتصادية في لبنان، فرأى فرحات أنه لا يمكن إصلاح الوضع المالي والتعثر المصرفي في لبنان من دون مساعدة خارجية وتحديداً من صندوق النقد الدولي والدول المانحة. ويتطلب ذلك جملة إصلاحات من أهمها “الكابيتول كونترول” Capital Control والتدقيق المحاسبي لمؤسسات القطاع العام، وأهمها مصرف لبنان ووزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان والصناديق والمجالس على أنواعها.
وبالنسبة لتوقيت عودة عمليات تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا والعراق مع عودة الديمقراطيين إلى الحكم في أميركا، فقال فرحات إن ظهور “داعش” كان في عهد الديمقراطيين حيث كان الجنرال لويد أوستن قائد القيادة الوسطى والذي تم اختياره الآن وزيراً للدفاع، و”داعش” لم ينتهِ تماماً خاصة مع وجود تسعة الآف داعشي في سجون تشرف عليها “قوات سوريا الديموقراطية” والجيش الأميركي في سوريا. ويمكن ربط تحرك “داعش” الأخير بعودة الديمقراطيين ولكن كي نحكم بذلك، علينا أن ننتظر لتتضح خطط الأميركيين في سوريا والعراق.
أما بشأن تهديد إسرائيل بضرب إيران، فاعتبر العميد فرحات أن هذا التهديد غير واقعي من حيث الجغرافيا والإمكانات العسكرية، وذلك لعدم قدرة إسرائيل على الحرب في مسرح عمليات الخليج وبحر العرب. وأضاف أنها حرب نفسية وهي استدراج للولايات المتحدة القادرة على شن حرب على ايران وتوريطها في نزاع معها.
أما بشأن التحليق المتكرر للطيران الاسرائيلي في الأجواء اللبنانية، فقال فرحات إن الأمر ليس جديداً بل هو استطلاع شبه دائم ومراقبة لأهداف داخل لبنان، تحددها الاستخبارات الاسرائيلية. وأضاف: مؤخراً ازدادت وتيرة تحليق الطائرات من دون طيار وغالب الظن أن إسرائيل تحضّر لعمل عدواني. فالقيادة الإسرائيلية الحالية ليست في وارد التورط بحرب على لبنان يرجح أن تتوسع إلى جبهات أخرى وهذا ما لا تحتمله إسرائيل.
ولفت فرحات الانتباه إلى أن منطقة خطف وقتل الناشط السياسي لقمان سليم في جنوب لبنان كانت عرضة لتحليق شبه مستمر قبل وقوع الجريمة، ومن الصعب الحصول على اثبات بعلاقة التحليق بالجريمة.