هآرتس: يجب التصويت للقائمة المشتركة لأن أي شيء آخر هو الأسوأ على الإطلاق

هآرتس: يجب التصويت للقائمة المشتركة لأن أي شيء آخر هو الأسوأ على الإطلاق
Spread the love

شجون عربية _

عميرة هاس – مراسلة مختصة بالشؤون الفلسطينية/
اليسار الذي جئت منه أنا لا يضيّع وقته في مناقشة، أي رئيس حكومة يميني هو المفضّل: بنيامين نتنياهو، نفتالي بينت، أفيغدور ليبرمان، جدعون ساعر أو يائير لبيد. موضة النقاشات بشأن من لا يستحق أن يتوَّج تثبت لنا في اليسار كم نحن بعيدون عن هذا العالم. لكننا نسمع بأن علينا أن نصوّت للأقل سوءاً، لأن أحزابهم تتصدر مقدمة المنصة، ووزننا أخف من الريش.
كل واحد من قادة أحزاب اليمين المذكورين أعلاه، الذي من الممكن أن يصبح رئيس ائتلاف حكومي، هو الأكثر سوءاً، ومصدر قلق وخوف. هم يزدادون قوة بسبب حقيقة أن رئيس حكومة في إسرائيل ليس هو الربان الأوحد. في الموضوعات الجوهرية، مثل تطوير وتعميق الطابع الكولونيالي للدولة وتدمير مجتمع الرفاه، رؤساء الحكومات كانوا ولا يزالون جزءاً من مؤسسة فكرية إدارية وتنفيذية تعمل منذ عشرات السنوات. أطلقوا على ذلك اسم الصهيونية، المشروع الوطني، الدولة اليهودية. مجموعات كبيرة من المجتمع الإسرائيلي – اليهودي تدافع عن الثمار التي تنتهجها السيطرة النهّابة على الفلسطينيين، ثمار توازن أضرار السياسة النيوليبرالية. هذه المعادلة موجودة في جذور التوجه الإسرائيلي نحو اليمين.
باختصار، يقف اليسار على ثلاث أرجل: التمسك بمبدأ المساواة بين البشر، معارضة الطبيعة الاستيطانية النهّابة القائم للدولة بكل مظاهرها وأفعالها، في جانبي الخط الأخضر، والسعي لمجتمع لا يحدد فيه المال والرفاه قيمة البشر وحياتهم. هذه شروط ضرورية وتمسك اليسار بها يفسر سبب تقلص قاعدة اليسار وتقلص إمكانات التصويت له.
البنية المفككة لحزب أزرق أبيض، وحزب يوجد مستقبل، لم يقتربا يوماً من “الوسط- اليسار” – ولا من اليسار. اليمين الوسط هو التسمية الأصح لهما. أحد التشويهات الكبيرة التي حدثت لدينا هي تماهي اليسار مع أشكنازيم من الطبقة الوسطى فما فوق، ومع طيارين قصفوا مخيمات اللاجئين في لبنان وفي غزة. الظاهرة السوسيولوجية بأن هؤلاء لا ينتمون إلى أغلبية ناخبي اليمين التقليديين لا تجعل حركة العمل يساراً وهي التي أسست وطورت مشروع النهب من البحر إلى النهر.
حتى قبل 1948 استخدمت حركة حزب العمل بكل تياراتها أدوات ذات صبغة اشتراكية (الكيبوتسات والهستدروت) من أجل تعظيم طرد الشعب الأصلي الفلسطيني من وطنه ومن المنظومة السياسية.
مع كل تعاطفي مع ميراف ميخائيلي، من الصعب أن نرى حزبها الصغير يدخل الآن في تطور صادق لتحمّل المسؤولية. تمسّك ميرتس بالأيديولوجيا الصهيونية محيّر ويبعدها. حزب الديمقراطيين يرمز إلى عملية صحية، لكنه لا يزال جنينياً.
القائمة المشتركة، التي ليست كل مكوناتها يسارية، خيبت الأمل. إذن، لماذا يجب التصويت لها؟ عدم التصويت يحول الانتخابات إلى أهم مما هي عليه: كأننا بامتناعنا من التصويت نؤثر أكثر من مشاركتنا فيه. هذا توجّه أناني. لا نريد ولا نقدر أن نكون شركاء في حكم صهيوني. لكن عدم التصويت هو تخلٍّ عن كل ما علمنا إياه اليسار: استخدام كل ما هو متوفر لدينا من أجل نشر ما لدينا من الأفكار والبدائل في كل مكان ممكن، بما في ذلك البرلمان.
من ميزات الانتماء إلى اليسار إيمان ديني تقريباً بإمكانية التغيير نحو الأفضل وواجب العمل من أجل ذلك، أيضاً في الظلمة السائدة اليوم. لذلك تعمل نساء يساريات بقوة من أجل العمال، في مسافر يطا، وفي كيبوتسات نسوية، وفي تظاهرات سلوان، وفي بلفور [مقر رئيس الحكومة]. لذلك فإن القائمة المشتركة التي تمثل الجمهور الأكثر ضعفاً في إسرائيل تستحق أصواتنا.

المصدر: صحيفة هآرتس الإسرائيلية _ عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية