“معاريف”: يجب أن نقول بصوت عال لن يكون هناك انتخابات خامسة

“معاريف”: يجب أن نقول بصوت عال لن يكون هناك انتخابات خامسة
Spread the love

شجون عربية _ بقلم: بن كسبيت _ محلل سياسي إسرائيلي

لدي توصية لزملائي المعلقين: لا تكونوا حاسمين ولا تصدروا أحكاماً مبرمة. كل واحد منا يجر وراءه سلسلة من التفسيرات الخطأ. هذه هي مهنتنا. لا أحد يحتكر الفوضى السياسية، حتى الساكن في بلفور موقع رئاسة الحكومة.
الاستديوهات التي نشرت عشية الانتخابات أجواء كئيبة بشأن “كتلة التغيير”، تضخ الآن افتراضاً أساسياً مفاده “عدم وجود فرصة لحكومة تؤلفها كتلة التغيير”. أقترح على المذيع أن يدرس تصريحاته السابقة، وأن يتواضع ويوسع نطاق الخيارات والإمكانات المطروحة أمامه.
القواعد الجديدة هي: كل شيء ممكن. العديد من زعماء “كتلة التغيير” سيضطرون إلى خرق وعودهم الانتخابية. ينطبق هذا بصورة قاطعة على الجهة المقابلة: نتنياهو بعيد عن قول الكلمة الأخيرة. لكنه لن ييأس، ولن يستسلم.
حتى في أصعب الظروف وأكثرها عبثية. سيظل يقاتل طالما أن الأمر لم ينته، وهو فعلاً لم ينته. لقد خسر المعركة، لكنه لم يخسر الحرب. وكما يقال بالإنكليزية: “”He is down but not out.
ماذا نفعل الآن؟ ممنوع أن نسمح لأي من أبطال هذا المسلسل الجنوني الذي نشهده بأن يجرنا إلى انتخابات خامسة. هناك حدود لكل المكائد، توجد دولة وإذا كان من غير الممكن إقناع الزعيم الذي خطفها بتحريرها، يجب أن نبذل كل شيء في إطار القانون لردعه.
الحقيقة أنه للمرة الرابعة على التوالي لم ينجح بنيامين نتنياهو في تحقيق هدفه: الحصول على تأييد 61 عضو كنيست. هذه المرة كان يبدو أنها الأسهل: دعم كبير من عملية التلقيحات، فتح الاقتصاد، النشوة الوطنية التي اجتاحت الجميع من جميع أنحاء الطيف السياسي. لقد نجح في تفكيك خصمه المركزي (حزب أزرق أبيض)، وحجر العثرة الأساسي (القائمة المشتركة).
على الرغم من كل ما ذُكر أعلاه، الليكود انهار: 6 مقاعد أقل من الانتخابات السابقة، ونسبة اقتراع منخفضة في المدن الليكودية، وتراجُع كبير في تصويت الخارج في المعاقل الأكثر أهمية للحزب. بالإضافة إلى ذلك، نالت كتلة التغيير 200 ألف صوت أكثر من كتلة بيبي، هذا من دون احتساب راعم [القائمة العربية الموحدة بزعامة منصور عباس (التي لعبت في الملعبين)]، ونفتالي بينت. شخص مصاب بجنون العظمة مثل يارون زليخا أحرق عشرات الآلاف من الأصوات التي كان يمكن أن تذهب لمصلحة كتلة التغيير، بينما الطرف الآخر لم يخسر هذه المرة صوتاً واحداً.
نتنياهو كُبح مرة أُخرى. وهو يستحق هذه الهزيمة بجدارة. لقد تخطى خطوطاً كان من الصعب على الجهات الأكثر تطرفاً في الليكود هضمها. الجنون المطلق في الحزب، وتحدي كل الرموز وكل اللافتات، الشعور بـ”أنا أو لا أحد”، التهديدات “بإقالة المستشار القانوني للحكومة غداة الانتخابات”، كل ذلك مثال على الغطرسة.
السؤال المطروح: ماذا نفعل الآن مع هذا كله. هل في إمكان زعماء كتلة التغيير، بمن فيهم بينت، السماح لأنفسهم بهزيمة إضافية والذهاب إلى انتخابات خامسة؟ الجواب هو كلا. هل تستطيع دولة إسرائيل أن تسمح لنفسها بإجراء انتخابات خامسة؟ الجواب هو كلا. الخلاصة: يجب ألّا نقف موقف المتفرج، وخلع الكفوف والبدء بالعمل.
على كل رئيس من رؤساء أحزاب كتلة التغيير أن يُجري نقداً ذاتياً، وأن يدرك بأسرع وقت ممكن أنه لا يقدر على الوفاء بكل الوعود التي وعد بها الناخب تحت ضغط الانتخابات. هذه هي الطريق الوحيدة للخروج من المأزق.
يجب ألّا نعطي نتنياهو الفرصة لتأليف حكومة برئاسته. هو قادر على أن يعرض على منصور عباس حقيبة الدفاع. بالنسبة إلى هذا الشخص لا وجود للخطوط الحمر. يجب بذل كل شيء كي يحصل يائير لبيد على تفويض لتأليف الحكومة، وأن يُنتخب فوراً مائير كوهين (أو أي مرشح آخر من كتلة التغيير) لمنصب رئيس الكنيست، وطرح قوانين الفساد على الطاولة.
لكن، يجب ألّا يجري هذا من دون تفاهم مبدئي مع نفتالي بينت. من دون نفتالي بينت لا يملك لبيد حكومة. ليتني أصدق أنه من الممكن إقناع جدعون ساعر بتأليف حكومة مدعومة من الخارج من القائمة المشتركة. حالياً، من الصعب تصديق حدوث ذلك. لكن بينت يجب أن يكون داخل الحكومة. حكومة مع “أغلبية صهيونية”. هذه هي الصيغة.
58 مع، 10 يمتنعون من التصويت (القائمة المشتركة ومنصور عباس)، و52 ضد. مثل هذه الحكومة ستؤلَّف، وبعدها تتم إعادة ترتيب كل الأوراق: حريديم، ليكود من دون نتنياهو، كل الخيارات مفتوحة.
ثمة أمر واحد أكيد: استطلاعات الرأي المتوالية التي أظهرت أن أغلبية صلبة من سكان إسرائيل ليست مهتمة باستمرار ولاية بنيامين نتنياهو كرئيس للحكومة تحققت في صناديق الاقتراع للمرة الرابعة على التوالي. يجب أن نقول بصوت عالٍ لن يكون هناك انتخابات خامسة. هذا كل شيء.

المصدر: صحيفة معاريف الإسرائيلية