“يوم الصحّة العالَميّ” بين يوميّات كورونا

“يوم الصحّة العالَميّ” بين يوميّات كورونا
Spread the love

شجون عربية _ بقلم: محمــــود برّي/

أوّل ما تلتقي بعزيز بعد فراق، تسأله السؤال ذاته الذي يطرحه المليارات من البشر أمثالك في مُختلف أرجاء العالَم، وباللّغات كلّها: “كيف صحّتك؟”.

هذا التقليدُ ليس ناشئاً من فراغ، ولا مجرّد عادة بليدة من بين مئات العادات التي نُمارسها من دون طول تفكير في ماهيّتها. إنّه نمط من سلوكٍ بشريّ نابع من أعماق اليقين، وقد تجلّى حالةً إنسانيّة واعية وعاقلة تضيء بشكل أساسيّ على شأنٍ له بالغ الأهميّة في حياة المخلوق العاقل، وهو صحّته، أي سلامته… وحياته. فالصحّة هي الوجه الأساس للحياة، وحين يتهدّدُ الصحّةَ خطرٌ ما، فالحياة برمّتها وبقيمتها الأساس، هي التي تكون في عَين الخطر، وعلى المحكّ. فلا شيء إطلاقاً يُوازي الحياة قيمةً وأهميّة.

إنّ ما يجعل الحياة مُمكنة أولّاً، ثمّ مُمتِعة، هو سلامة الصحّة وجودتها. المعلول بصحّته، مثلاً، لا يتمتّع بحياته التي يعيشها، مع علّته، عذاباً ومُعاناة، حتّى ليزهد بها، وقد يصل به اليأس إلى التخلّي عنها وإزهاقها. لذا من الطبيعيّ أن يهتمّ الإنسان بصحّته ويتقوّل في أهميّتها الكثير من الأمثال والعبارات الشِعاريّة التي تتردّد وتتشابه في مختلف الثقافات. من هنا يحضرني القول الأشهر والأكثر تقليديّة وانتشاراً، إنّ الصحّةَ تاجٌ على رؤوس الأصحّاء، تدليلاً على قيمتها وأهميّتها.

هذا التقدير العالي الذي نالته الصحّة من قبل المخلوق العاقل، دفعَ بالمُجتمعات البشريّة إلى الاهتمام بها اهتمامَ كلّ شخص بنفسه، وبالأعزّ من الناس إليه، والقيام بتأسيس تجمّعات مُنظَّمة تهدف إلى رفْع مستوى اهتمام الجمهور بموضوع الصحّة والحرْص على توفير سلامتها والاهتمام بها، ورعايتها، ودفْع الآخرين إلى إيلاء الشؤون الصحيّة المزيد من الاهتمام والعناية. ومن هذه الجهة ظهرت المُنظّمات الصحيّة على تنوّعها وتعدُّدها، فاتّخذ بعضُها الطابعَ المحلّي، بينما تعوْلَمت غيرها فاتّخذت الصيغةَ العالَميّة العامّة، فعَرف العالَمُ، فضلاً عن الجمعيّات الوطنيّة المُختلفة، جمعيّاتٍ دوليّةً عامّةً، منها وفي طليعتها “منظّمة الصحّة العالَميّة” التي لها مَراكِز تمثيليّة في مُختلف دول العالَم. ثمّ انبثق بالتالي عن هذا الاهتمام الجماعي الواسع يومٌ مُحدَّدٌ اتّفقت الدولُ على تكريسه يَوماً عالَميّاً للصحّة، جُعل في السابع من شهر نيسان/ أبريل من كلّ عام، أي في بحر الأيّام الرّاهنة.

الصحّة ومُنظّمة الصحّة

هل إنّ إنشاء المنظّمة وتعيين اليوم العالَميّ، كانا كافيَيْن لمُحارَبة المرض وضمان الصحّة في أنحاء العالَم…؟

بالطبع لا. ويسبقُ الكلامَ في هذه المُناسبة قولٌ باتَ مثلاً سائراً أَطلقه سيّد الشعر والبيان الشاعر المُتنبّي إذ قال: “عيدٌ بأيّة حالٍ عُدتَ يا عيدُ….”؟ فأيّ صحّة على المستويات المحليّة أو العالَميّة يُحتفل بها اليوم، والعالَم يستبيحه الكورونا، هذا الوباء العُضال الذي انتزع حتّى الآن أرواحَ ما يزيد على مليونَيْن ونصف المليون من بشر الأرض وناسها ممَّن عمّروها، فضلاً عن الملايين المُتنامية يوميّاً ممَّن كبَّلهم الدّاء العُضال يُحشرجون من حلاوة الروح على أسرّة المَرَض، يسأل واحدهم ويستعطي نَفَسَاً من هواء يتنفّسه، وهو على شفير الاختناق، وفيهم مئات الألوف الذين عجزت مشافي الأرض كافّة عن تدبير أسرّة لهم، وأدنى عناية مُنقِذة، فانتشروا في أرض الله مُستسلِمين لأقدارهم لا يلوون على شيء.

يُركِّز المعنيّون في إحياء اليوم العالَميّ للصحّة، كلّ عام، على إحدى قضايا الصحّة الضّاغطة في حينه، التي تكون سائدةً في ذلك الوقت. من أبرز القضايا التي ركّز عليها القيّمون في الماضي كان القضاء على شلل الأطفال، ثمّ إقامة المُدن الصحيّة لحياةٍ أفضل، والاهتمام بالأمراض المُعدية المُستجدَّة، وتسليط الضوء على موضوعات الأمومة الآمنة، أو العمل على رعاية وتوفير إمكانيّات النشاط للمُسنّين لضمان صحّتهم، أو الحرص على سلامة الدمّ والدمّ المأمون لإنقاذ الحياة، أو توفير الصحّة النفسيّة السليمة ما أمكن. هذه كلّها كانت عناوين جرى العمل على مَضامينها باهتمام، مع السعي لأن يحيا الإنسان بشكلٍ صحّي من خلال توفير ما يتطلّبه ذلك على مستوياتِ الغذاء والدواء والرعاية، بعيداً كلّ البُعد عن المَظاهِر الفولكلوريّة التي سادت لعقود.

“يوم الصحّة العالَميّ” هذا العام، كأنّه يأتي وقد “تسلْطَنَ” الخبيثُ العُضال الذي يُتابِع حصاد ضحاياه بلا شفقة ولا استئذان. ومن غرائب الحياة أنّه، وعلى الرّغم من خطورته، أَسفر عن إظهار وجهٍ آخر له، وهو وجهٌ حسنٌ بمعنىً ما… وما أغرب أن يكون للداء وجهٌ حَسن (!). فإنسان العصر تحت عصف المرض، انتبه إلى أهميّة الشان الصحّي بعدما كان اهتمامه بالصحّة جانبيّاً لفرط الاطمئنان إلى تقدُّم الطبّ وتوافُر العناية المُمتازة، ولاسيّما في البلدان المُتقدّمة أو البلدان الغنيّة؛ إنّما تحت ضربات المرض وسرعة انتشاره انتبه الأقوامُ كأنّما بشكلٍ مُفاجئ، من غفلات اطمئنانهم واهتماماتهم واستدركوا أنّ الصحّة ليست مجرّد تحصيل حاصل، بل هي الأُعطية الربّانيّة التي لا تُضاهى، والتي تهتزّ برمّتها مُهدِّدةً بالسقوط من علٍ…، وأنّ الاهتمام بها ورعايتها ينبغي أن يتمّا على حساب كلِّ أمرٍ آخر، مهما غلا ونَدَر، وكلّ قيمة مُغايرة، مهما كبُرَت وعظُمت. وثمّة مليارات من البشر في أقطار الدنيا فهموا الرسالة، فسارعوا إلى الردّ عليها بما تطلبه منهم سلامتهم، فأخفوا أنصاف وجوههم بأقنعة التنفُّس نزولاً عند نصائح الأطبّاء، وزهدوا بالاقتراب من أحبّتهم فالتزموا بالتباعُد معهم، وهبّوا إلى الماء والصابون يلوذون بهما مرّات ومرّات في اليوم القصير، وهاجوا وماجوا طالبين السوائل المعقّمة والمطهّرة يعتصمون بها، وهجروا عاداتهم الاجتماعيّة، حيث لم يعُد مكان في المسلك العامّ، لا للمُصافحة ولا للاحتضان ولا حتّى للمُلامَسة والاقتراب.

في غمرة هذا الشحوب، تبقى الاهتمامات بالصحّة على المستوى العالَميّ متواصلة وواعِدة. فالآفاق التي يفتحها اليوم العالَميّ للصحّة، يغلب عليها التفاؤل والأمل، والجهود الكبيرة التي يبذلها مختصّون وخُبراء كُثرٌ في أرجاء العالَم، ضمن بوتقة وتحت مظلّة منظّمة الصحّة العالَميّة، لا يُستهان بها، ليس على مستوى نشْر الوعي الصحيّ في أربع أنحاء العالَم فقط، بل أيضاً على صعيد المُساعدات المباشرة التي توفِّرها المُنظَّمة لمُختلف الشعوب والأُمم، ممّا يتظهّر بشكلٍ بالغ الوضوح في زمن الكورونا الرّاهن.

اليَوم العالَميّ للصحّة

لم يسبق لمليارات البشر على الكوكب الأزرق أن عاشوا هذا الخوف الجماعيّ الثقيل على صحّتهم منذ ذلك اليوم الذي اختاروه في العام 1948 ليكون اليوم العالَميّ للصحّة، ولا قبله أيضاً. لقد مرّت البشريّة عبر تاريخها الطويل بالعديد من الأزمات والكوارث والأوبئة، إنّما لم يُسجّل هذا المقدار الفلكيّ من المَخاوِف أمام وباء لا يُشبه كلّ الأوبئة التي سبقته، ولا يرحم ولا يذر. هذه المرّة لم يكُن خوفاً طقسويّاً ولا استعراضيّاً، بل ذلك الخوف الوجودي الغائر الذي يخترق كلّ التطمينات لينتصب رمحاً عميقاً في القلب… خوفٌ على السلامة وجهودٌ استثنائيّة للحفاظ على حياة الإنسان أطول مدّة مُمكنة، ساعياً على أديم الأرض حيّاً يسعى، لا جثّة تنتهي وتتحلّل عميقاً في ثنايا التراب. وعلى هذا المستوى أيضاً يتجلّى الجهد المتخصّص الكبير والشامل الذي تُتابعه المنظّمات والهيئات الصحيّة العالَميّة والمحليّة، على هدي إرشادات المنظّمة العالَميّة للصحّة، في اليوم العالَميّ وعلى مَدار الأيّام.

واليوم، في الموعد السنويّ ليوم الصحّة العالميّ، ثمّة كثيرون، يا للخسارة والأسى، لن يشاركوا أقرانهم نعمة الحياة، ولن تُتاح لهم قراءة هذا النصّ إلى آخره. ففي هذا اليوم تبدو الصحّة أكثر شيء مهدَّد والأوّل على لوحة هدف الوباء، وتبدو البشريّة في سباقٍ استراتيجي مع الفيروس، وقد تجاوزته بخطوة واحدة، بفضل اللّقاحات التي باتت مُتوافِرة، على أمل أن تُحسن الإدارات توزيعها بحسب البَرامِج العِلميّة الموضوعة، وفي منأىً عن جَشَعِ صيّادي المُناسبات، وهُم في كلّ دولة وكلّ أمّة وكلّ مكان.

من جهةٍ ثانية، من العِبر الأساس المُستخلَصة من المُناسَبة العالَميّة أنّها تحثّ وتُذكِّر بالخطر الجاثم، وتعمل على دفْع الناس إلى الاستزادة من التوعية الصحيّة لمُواجَهة المَخاوِف المُنتشِرة مع كلّ نسمة هواء، ومُتابَعة الأنشطة التي تلعب دَوراً تذكيريّاً ممّا تقوم به أذرع المنظّمة العالَميّة، عرّابة هذا اليوم. ويأتي ذلك مُتراصِفاً مع العديد من الحملات الصحيّة العالَميّة الأخرى لإيقاظ الوعي، وهي: اليوم العالَميّ لمُكافحة مرض السلّ، اليوم العالَميّ لمُكافَحة التهاب الكبد الفيروسيّ، أسبوع التطعيم العالَميّ، اليوم العالَميّ للمُتبرِّعين بالدم، اليوم العالَميّ للملاريا، اليوم العالَميّ لمُكافَحة التدخين، ويَوم الإيدز العالَميّ. والهدف منها جميعها نشْر المزيد من الوعي بشأن الصحّة والعافية حول العالَم… وما أحوج ناس العالَم إلى هذا الوعي.

لكنّ إنسان هذا العصر، والحقّ يُقال، يبدو أنّه قد بلغ حدّاً هستيريّاً من خيانة ذاته بمعنىً ما.

فالقائمون الرسميّون على يوم الصحّة العالميّ يقولون بضمان حصول جميع الناس والمُجتمعات على خدمات صحيّة كاملة، من دون التعرُّض لأيّ نَوع من التمييز، وبصرف النّظر عن ضغوط الضائقات الماديّة، بمعنى توفير الخدمات الصحيّة للفقير كما للغنيّ سواء بسواء، على أن تكون هذه الخدمات على جودةٍ عالية وتُغطّي جميع المجالات، وأن تكون آمِنة وفعّالة وبأسعار مُناسِبة للجميع، وتتضمّن كذلك، إلى مُعالَجة الأمراض، الوقاية من الإصابة بها، فضلاً عن إعادة تأهيل المرضى الذين يبلون من أمراضهم وإتاحة الرعاية التلطيفيّة لهم.

هذا في النصوص وعلى الشاشات أو الورق. أمّا في الواقع، وعلى الأرض، فالأمور تسير في مَساراتٍ أخرى مختلفة في الكثير من الحالات، وتكون مُتناقضة مع الهدف الأساسيّ المُعلَن.

ففي حين تَشمل بَرامِج مُنظّمة الصحّة العالَميّة ضمان حصول الجميع على خدماتٍ صحيّة شاملة أينما كانوا، ووقت حاجتهم إليها، وضَمان مُشارَكة جميع قطاعات المُجتمع الأخرى في عمليّات مُكافَحة الفقر والظلم الاجتماعي ومُعالَجة الفجوات الثقافيّة وسوء الظروف المعيشيّة، إلّا أنّ الواقع يُبدع في الإتيان بما هو مُتناقض مع كلّ ذلك… حيث تبدو الموانع كثيرة وعلى مستوياتٍ عدّة، سواء من حيث القدرات الاقتصاديّة المُناسِبة أم الإدارات القادرة والخُطط الرسميّة الصالِحة. وربّما تتوافر الأموال والمُوازنات المطلوبة، إلّا أنّ الإعاقة تأتي من الأجهزة الصحيّة غير الكفوءة وغير المؤهَّلة أو التي ينخرها الفساد. وفي حالاتٍ كثيرة يتوافر في الإدارات الحاكِمة من النّافِذين الغارِقين في الفساد، مَن يتَّخذ من مشروعات دولته فُرصةً لمُراكَمة ثروة شخصيّة على حساب القانون والمَهامّ والضمير والخُطط الموضوعة، ما يُسهِم (والحالة في جائحة الكورونا خير دليل) في مُضاعَفة أعداد الضحايا، فالفساد هو العدوّ الأوّل للإدارات في هذا العصر.

بعض الدول (الغنيّة منها بشكلٍ خاصّ) تَمنح مُواطِنيها مقوّمات التأمين الصحّي الذي يَضمن تلقّي العلاج من دون مُقابلٍ مالي، بينما لا يتوافر ذلك لمُواطِني دول أخرى، غالباً بسبب الافتقار إلى الميزانيّات الكافية. وتجتهد منظّمة الصحّة العالَميّة التّابعة للأُمم المُتّحدة في الاهتمام بمسألة الوقاية من الأمراض المُستعصية ومُكافحتها وتقديم العلاج اللّازم لها، وشرْح كيفيّات العناية بالصحّة والاهتمام بالقضايا الصحيّة التي تُواجِه الإنسان، وترسيخ مفهوم الثقافة الصحيّة على نِطاق العالَم. كذلك تعمل بما هو مُتاح على الوقاية من الأمراض التي يُمكن أن تنقلها الأغذية المُختلفة، ومُعالجتها. وقد استَحدثت ما عُرِف بالوصايا التي تضمن تحقيق الأمان بموضوع الغذاء، كالحرص على النظافة الشخصيّة، وحُسن التمييز والاختيار بين الطعام النيّىء والطعام المطبوخ، فضلاً عن طبْخ الطعام بشكلٍ جيّد، والحفاظ عليه ضمن الشروط الآمنة والصحيّة. كذلك كان دَور مُنظّمة الصحّة العالَميّة بارزاً وما يزال، في مُواجَهة موجات الفيروس التاجي التي تضرب المُجتمعات البشريّة في مُختلف أرجاء الكوكب، وتعمل فِرقُها المُختصّة على مدّ يد العَون المُمكن للضحايا، كما تقوم بالدراسات المختصّة وتُتابِع بيقظة واهتمام تطوُّر بُنية الفيروس وآليّات المرض، خارجةً بأنشطتها وجهودها من الحقول الفولكلوريّة إلى مجالات العمل المَيدانيّ الجادّ.

وأمام حالات الفقر والفساد المُستشرية في كلّ مكان، تُحاول الهيئات الصحيّة الدوليّة إيجاد الحلول الصحيّة للأشخاص الذين يفتقدون الرعاية الصحيّة المُتناسِبة وكرامتهم الإنسانيّة.

إنّ جهود المنظّمات الصحيّة الدوليّة والمحليّة المُتواصِلة، والأخطار الجسيمة والواضحة التي يُجسدّها الفيروس التاجيّ على الجنس البشريّ، مُجتاحاً الحدود ومُتجاوِزاً المُحيطات، أَوجد قدراً كبيراً من الوعي والاهتمام باعتماد سُبُل الوقاية وإجراءاتِها. إلّا أنّ هذا القدر من الوعي لم يتحقَّق إلّا بعدما اتَّسع “بيكار الموت”، لسوء الحظّ، وارتفعت أعداد الضحايا وتَغَلْغَلَ الداء عميقاً في المُجتمعات، حتّى باتت الآذان صاغية والعقول منفتحة أمام البروباغندا الإيجابيّة التي تُطلقها منظّمة الصحّة العالَميّة في حملاتها التوعويّة الواسعة، ومعها مُختلف الهيئات الصحيّة المحليّة في معظم دول العالَم. ولن يكون مُفيداً اليوم الندم ولا القول إنّ هذا القدر من الوعي جاء متأخّراً؛ ذلك أنّ جلْد الذّات يزيد الألم ولا يُعالِج سببه.

على أمل أن يوليَ الجميعُ الأمرَ الاهتمامَ الذي يوليه خبراءُ منظّمة الصحّة العالَميّة الناشطون على مختلف مَدارات الفيروس… وأن تتشدَّد السلطات الرسميّة قليلاً وكثيراً في قمْع اللّامُبالين الذين يُشكّلون خطراً على الآخرين كما على أنفسهم. فالبقاء هنا للأقوى، كما في كلّ حين، لكنّ الأقوى هنا هو الأكثر حَذَراً وتقيُّداً بالإرشادات التي باتت في كلّ أذن وأمام كلّ عَين.

التحدّيات ما تزال كبيرة، والمَوكب المؤلِم يَتواصل، والوعي والحَذَر هُما أوّل السلاح الدفاعي عن هِبة الحياة. ولنتذكَّر أنّ كلّ مُخاطَرة مُغامَرة، وأنّ مَن يُخاطِر بعَين.. قد يفقد الاثنتَيْن.

*كاتب من لبنان