المواطن السوري بين مطرقة الحصار وسندان التجار

المواطن السوري بين مطرقة الحصار وسندان التجار
Spread the love

شجون عربية _ دمشق _ براءة يوسف|

على خلفية الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها سوريا، واستمرار العقوبات المفروضة عليها من الخارج والتي تسببت بخلق أزمات جديدة تُحمّل المواطن هموماً لا تُطاق، أصبحت الأسواق مكان شؤم بالنسبة للغالبية العظمى من السوريين، فقد بات الحصولُ على لُقمةِ العيش عبئا ثقيلا لايتحمله المواطن.

بتغطية إعلامية لشجون عربية من أسواق ريف حمص الغربي حصلنا على التقرير التالي:

ارتفاع جنوني

تشهد الأسواق السورية اليوم ارتفاعاً كبيراً في أسعار المواد الغذائية والطبية وغيرها من المواد الضرورية التي يحتاجها المواطن في حياته اليومية، وتكثر الأسباب المؤدية إلى هذا الارتفاع غير المقبول منها احتكار التجار للأساسيات و إفقار السوق منها ثم العودة إلى طرحها بأسعار مرتفعة، بالإضافة إلى مضاربة السوق السوداء على مصرف سوريا المركزي حيث وصل سعر صرف الدولار فيها إلى ما يقارب ال 4500 ليرة سورية كأعلى معدل سُجل هذا العام مما دفع التّجار إلى زيادة أسعار بضاعتهم أضعاف الأضعاف خوفاً من الخسارة، ضاربين بعرض الحائط حاجة المواطنين وعدم قدرتهم على تحمل أعباء هذه الزيادة.

تداعياتُ التُّجار

حُججٌ باتَ المواطن مُعتاداً على سماعها من التّاجر فما أن يحاول التلفّظ بقول: “ليش السعر غالي كل هلقد؟؟!!” حتى تنهال عليه أجوبة التُّجار المعهودة :” شو مانك عايش هوون… ما بتعرف شو سعر الأخضر اليّوم “، ليكون على المواطن أولاً تفقد حال البورصة العالمية ما إذا كانت تناسب وضعه المعيشي ومن ثم التّوجه لشراء حاجياته، آخذاً بعين الاعتبار أنها الآلية الجديدة التي يبيع التّاجر على أساسها.

أملٌ مُتجدد

استقبل السوريون خبر انخفاض سعر صرف الدولار بأمل كبير بانخفاض الأسعار، لكن على العكس فلم يعد يُشكل هذا الانخفاض فارقاً كبيراً لأن التّجار لا يأبهون بذلك، فأسعار بضاعتهم تبقى على ما هي عليه دون أي انخفاضٍ يُذكر متمسكين بحجة ” اشترينا البضاعة بالغلاء إذا بعناها برخص بنخسر”،
هذا ما قِيل للمواطنة رنا محمد التي لم تلاحظ انخفاضاً واضحاً في أسعار الخضار والفواكه التي بحسب تعبيرها يلجأ البائع لشرائها يوميّاً بالتّالي ينبغي عليه التخفيض في أسعارها.
ومن جانب آخر شكل هذا الخبر نوعاً من الرضا لدى بعض التّجار فقد وجدَ علي أحمد صاحب محل حلويات أن هذا الانخفاض ينعكس إيجاباً على المواطن والتّاجر وينشط حركة البيع والشراء بشكل أفضل مما كانت عليه في وقت الارتفاع.
وافقه الرأي جلال خضور صاحب محل مواد غذائية قائلاً : إن التاجر أيضاً مواطن ويتطلب حاجيات أخرى غير متوفرة لديه ينبغي عليه تأمينها.

استراتيجيات بيع وشراء جديدة

لم تكن حيلة بعض المواطنين إلا أن يحاولوا إيجاد طرق جديدة تمكنهم من التّأقلم مع هذا الوضع، فكان حلّ الموظفة ليال سليمان أن تقوم بشراء حاجتها اليّومية فقط بعد أن كانت تشتري حاجياتها من المواد الغذائية والخضار بما يكفيها وعائلتها تقريباً لمدة أسبوع تجنباً (لنزلة السوق كل يوم والتأخير).
كذلك الأمر بالنسبة لأمل محمد وهي ربّة منزل تقول بأنها لا تُكثر من الكميات التي تشتريها لأنها غير قادرة على تحمل أعباء مالية إضافية.
لم يختلف الحال كثيراً عند بعض التّجار فقد اتبعوا ذات الاستراتيجية بالنسبة لشراء بضاعتهم وهذا ما أشار إليه مضر ابراهيم صاحب محل ألبسة حيث قال أنه يلجأ لشراء كميات قليلة من الألبسة وأرخصها تجنباً لعدم القدرة على بيعها بأسعار مرتفعة ورغبة منه بألا تتكدس عنده وتتسبب له بالخسارة.

خطط علاجية

كتدخل إيجابي يهدف إلى التخفيف عن المواطن خاصة مع اقتراب الشهر الفضيل، بدأت صالات السورية للتجارة بتزويد أقسامها بالخضروات من خلال شرائها مباشرة من الفلاح وبيعها بقيمة منخفضة مقارنة بأسعار الأسواق العامة، لتكون بذلك خطة مُسعفة نوعاً ما للمواطنين.
إضافةً إلى طرح سلتين غذائيتين إحداهما بسعر ٢٥ ألف ليرة سورية والثانية بسعر ٥٠ ألف ليرة سورية بسعر أقل من الأسواق بنسبة تتراوح بين ٢٠% إلى ٣٠%.