عادات الشعوب العربية في شهر رمضان

عادات الشعوب العربية في شهر رمضان
Spread the love

/شجون عربية_ رفيا عبود
دخل شهر رمضان المبارك على كل البيوت العربية لكنَّه ليس ككل الشهور ، فقد اختص بعادات وتقاليد تميزه عن غيره ، حيث أنَّه يزرع الفرح والسرور في قلوب المسلمين في جميع أنحاء المعمورة .
وما عليك إلا أن تسير بأي بلدٍ عربي لتدرك أنَّ الطقوس قد بدأت على مدار الشهر الفضيل ، وعلى الرغم من الأوضاع التي تعيشها بعض الدول العربية إلا انَّ الشهر الكريم لن يخرج عن المألوف في الكثير من العادات والتقاليد.
حتماً ستجد الزينة المعلقة في الشوارع ، وبائعي الحلويات بمختلف الأصناف يملؤون الأرصفة ، وسترى العرقسوس والتمر هندي وأصناف أخرى تباع ، كل ذلك وأكثر في استقبال شهر رمضان..
لنجوب في بعض الدول العربية ونتطلع بعض العادات التي تميز كل قطرٍ على حدا :

مصر أمّ الدنيا :
تتميز أرض الكنانة بالمظاهر الرمضانية التي يعيشها المواطن المصري وتشاطره فيها بعض الدول ، وخاصة في استمرار عمل المسحراتي طيلة شهر الخير ” وهو الشخص الذي يحمل طبلة في يده ويقوم باستيقاظ كل الحيّ على السحور ” ، وكذلك فكرة الفانوس الرمضاني ، الذي يزين كافة المراكز التجارية والأماكن العامة ولم يكتفوا.. فعمموا فكرة الفانوس فصار في كل شهر يطلقون على شخصية فعالة في المجتمع المصري يسمونه باسم ” فانوس … ” دلالة على تكريمه لمّ قدمه لمصر .
سورية أقدم أبجدية في التاريخ :
رغم الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشهه سورية في هذه الأثناء ، إلا أنَّ شهر الخير له رونقه في هذا البلد الجميل، يكفي أن تزور أي مدينة فيها لتجد اللافتات تملأ الشوارع لتهنئة المسلمين بقدوم هذا الشهر الفضيل ، حيث يتفننون بأجمل العبارات التي تعبر عن جمال هذا الشهر وفرحهم بقدومه ، وتلمس الإقبال الكبير على شراء الحلويات الشعبية التي تباع بكميات كبيرة في هذا الشهر ك ” المشبك ، العوامة ، القطايف ” وبعض المشروبات التي تشتهر فيها المدن كافة ك ” عرقسوس ، تمر هندي ، العناب ” ، كما تشتهر سورية أيضاً في الكثير من الأطعمة العامرة على موائد الإفطار ، وتختص كل مدينة بأكلة مشهورة ك ” الفريكة ، فتة المقادم ، القبوات ، الملوخية ، حراق بإصبعو ” وغيرها من الأكلات المشهورة في المطبخ السوري ، أمّا في مرحلة السحور فستجد الكثير من الأطباق الخفيفة المشهور منها
” المكدوس وهو عبارة عن باذنجان محشو بالجوز والفليفلة الحمراء والثوم والزيت والملح ، كعك بتمر وهي عبارة عن سمون محشي تمر مطحون ومطبوخ داخل الفرن ”
وأمّا الحياة الاجتماعية والأسرية فهي تزداد بحيث يقوم الجيران بتبادل أطباق الفطور وتكثر توزيع الاطعمة في عدة أماكن للدلالة على أننا في شهر الخير والمغفرة .

لبنان بلد الأرز :
في لبنان يضع الشهر الكريم رحاله وينشر بركته وخيره على كل من يشهده ، وفي المقابل يستقبله اللبنانيون بشوق وفرح ويشيدون الزينة وينثرون العطاء فيما بينهم تكريماً لهذا الشهر الفضيل . حيث تكون التهنئة على لسان الجميع ، ومن الطقوس المشهورة في لبنان التي تتميز فيها المائدة اللبنانية أكلات ” الملوخية بالدجاج ، والسمك ، والكبة باللحمة ، والتبولة ” وكذلك من الحلويات الشعبية المنتشرة في هذا الشهر الكريم “الشعيبيات ، المهلبية المكونة من حليب ونشا وعلى وجهها رشة مكسرات ”
وفي أوقات بعد الإفطار تشعر أن لبنان لا تنام حيث يبدأ الناس بالخروج من المنازل والانتشار في غالبية الأسواق ، تجد هذه المظاهر قائمة حتى ساعات السحور حيث يعودون لتناول ” الحمص والزيتون والزعتر” .. وتشتهر أيضاً في السهرات الرمضانية ذات الطقوس الدينية في مختلف الجوامع فيتمّ فيها إقامة الأناشيد الدينية وتلاوة القرآن وتوزيع الحلويات عقب كل احتفال .

السودان بلد الروائي العربي الطيب صالح :
لهذا الشهر الكريم في السودان رونق خاص ، حيث يتوافد السودانيون على شراء التوابل بكل أنواعها ، وقمر الدين ، ويعمدون على صناعة الشراب الشعبي الأول في البلاد يسمى ” الحلومر ” ومكونه الأساس الذرة والتوابل ، كما تشتهر المائدة السودانية بالأكلات التي تعتمد على الزيوت ويعملون على صناعة الحلويات والسلطات والعصائر المعروفة كما انَّ أنواع الشوربات تأخذ مكانها الرئيسي على المائدة الرمضانية العامرة .
أمّا الطقوس التي يشتهر فيها السودانيين أنَّهم يقدمون الطعام أثناء الإفطار في المساجد والساحات العامة ويقومون بدعوة كل المارة على الالتحاق بتلك السفر المعدة خاصة للصائمين

الجزائر بلد المليون شهيد :
يستقبل الجزائريون الشهر الكريم بعاداتٍ تميزهم عن غيرهم ، نظراً لتنوع المناطق الذي يشكله النسيج المجتمعي لهذا القطر العربي . كما أنَّهم في بعضها يشتركون مع أخوتهم في البلاد العربية .
ومن أشهر العادات التي تنشط في ليالي رمضان هي ذهاب الناس إلى الحمامات التي تلقى إقبالاً كبيراً من العائلات قبيل استقبال الشهر الفضيل محبةً منهم على دخولهم طاهرين ، كما يعمد غالبية السكان على استخدام الطلاء على كافة المنازل وكتابة العبارات الترحيبية بهذا الشهر المبارك ، و تغص الأسواق بالناس التي تتوافد لشراء مستلزمات الطعام من توابل وبهارات وخضار وفواكه ولحوم حمراء وبيضاء لوضعها في الثلاجة وبذلك يمهدون لاستخدامها على أيام الشهر الفضيل .
وبعد الإفطار تقوم العائلات الجزائرية بتبادل الزيارات فيم بينها ، ويقيمون السهرات الرمضانية في الساحات العامة وبعض الأماكن المخصصة لذلك .

رمضان البركة والخير :
بين المشرق والمغرب في بلادنا العربية يطلّ هذا الشهر الكريم ليحمل في طياته الحب وينثر البركة والمحبة.. عسى أن يجمع بلاداً فرقتهم الجغرافيا والسياسة ووحدتهم لغتهم وعاداتهم ودينهم وتاريخهم .