“في مزارع شبعا.. عدو خطير نراه بأم أعيننا”

“في مزارع شبعا.. عدو خطير نراه بأم أعيننا”
Spread the love

“شجون عربية” — نشرت صحيفة “إسرائيل اليوم” تحقيقياً تحت عنوان” في جبهة مزارع شبعا” والذي يتحدث عن الجنود الموجودين في مزارع شبعا، وعمليات الرصد التي يقومون بها لعناصر حزب الله.

يقول يؤاف ليمور معد التحقيق إن “هذا التناقض هو قصة مزارع شبعا.. من جهة هي المنطقة الأكثر هدوءاً في العالم، ومن جهة أخرى عدو خطير، نراه بأم أعيننا، وتهديد قد يتحول في ثوانٍ إلى واقع. هذا ما يحصل هنا في كل مرة يريد فيها حزب الله خرق الهدوء على مدى ألـ17 عاماً منذ انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان”.

وأضاف “منذ خطف الجنود الثلاثة عام 2000 وحتى العملية التي قتل فيها جنديين من الجيش الإسرائيلي، تحولت مزارع شبعا إلى “المعلب” غير الرسمي بين إسرائيل وحزب الله، إلى المكان الذي فيه الرد، على ما يبدو، مشروعاً ومنطقي”.

واستطرد بالقول إن “كتيبة (روتم) التابعة للواء غفعاتي هي المسؤولة عن المنطقة هناك، وبحسب جنود من الكتيبة فإن التحدي الأكبر هناك هو الحفاظ على الاستعداد وعلى حافزية عالية، فالتهديد هناك أهم وإذا حصل شيء فسيكون أكثر تعقيداً”.

وأشار ليمور إلى أن “التهديد في مزارع شبعا وهم يرونهم بأم أعينهم.. حزب الله 2017 لا يختبئ أو يعمل فقط بغطاء مدني. هو يحرص على الظهور، ليكون واضحاً للجميع من هو صاحب البيت”، مضيفاً أنه “على طول الحدود تنتشر عشرات المواقع والمراكز التابعة له، وهناك قوات تتجول باستمرار من الجانب اللبناني للسياج كجزء من استعراض الحضور وتحرك دائم لجمع المعلومات”.

ورأى معد التحقيق أن “التهديد الأساسي في مزارع شبعا هو التسلل، وعلى نحو أساسي لضرورات استخبارية، واستمراراً لذلك في سيناريو تصعيد، إطلاق صواريخ مضادة للدبابات، قذائف هاون، قنص، وبالطبع التهديد الدائم وهو الخطف”.

أضاف ليمور أن “حزب الله الآن موجود في فترة جيدة نسبياً. هو قوي جسدياً، وإنجازاته الأخيرة في الحرب السورية أعطته ريحاً خلفية معنوية مهمة. سياسياً، في لبنان الحزب في إحدى أوقات الذروة بالنسبة إليه، هو نجح في تعيين ميشال عون الذي في المقابل سارع إلى منح الحزب شرعية (في مقابلة مع التلفزيون المصري) عندما قال “المقاومة هي جزء منا”.

واستطرد ليمور وقال إن “الرسالة التي نقلت من تجانس المصالح هذه واضحة: حزب الله هو السيد، (السيد) حسن نصر الله هو صاحب البيت. حتى قائد الجيش جوزيف عون يعتبر من المقربين إليه”، مشيراً إلى أنه “ممنوع الاستنتاج من هذا الكلام أن حزب الله يبحث عن مواجهة. العكس هو الصحيح. الحزب غارق حتى عنقه بالحرب السورية هو لا يريد فتح جبهة إضافية، وعلى أي حال هو ليس معني بها ولاسيما على خلفية الردع الإسرائيلي القوي. لكن سنوات الحرب في سوريا، والنشاط المقابل لمستشاريه الذين يعملون العراق واليمن جعلته يشعر جيداً أيضاً، هو تعلم أن يعرف نفسه، أن يبني قوته وأن يستعد للتحدي الحقيقي- الحرب مع اسرائيل”.

وقال ليمور إنه” بالرغم من الثقة العالية بالنفس هذه، فإن التقدير في إسرائيل لا زال على حاله: احتمال أن يبادر حزب الله إلى حرب مع إسرائيل يكاد يكون صفراً، بالتأكد طالما أنه يواصل القتال في سوريا”.

في الحرب الثالثة.. حزب الله يريد إيلام إسرئيل

أضاف ليمور أن “حرب لبنان الثالثة قد تبدأ هناك وقد تتطور من هناك. السيناريوهات لتلك الحرب لا تحصى، لكن المبدأ الذي يوجه حزب الله هو واحد: الفوز. إذا كان حزب الله في العام 2006 لم يرغب بالخسارة، فإنه في المستقبل يعد لأكثر من ذلك بكثير. الحزب يريد ايلام إسرائيل، يريد أن يجبي منها ثمناً، ويريد أن يحفر في الوعي- الإسرائيلي واللبناني والإقليمي والعالمي- من المنتصر ومن المهزوم”.

وأشار ليمور إلى أن “هذا الأمر سيتم على الأغلب بأذرع ثلاث: الأول والأهم هو النيران- عشرات آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية التي راكمها الحزب، والقادرة على أن تغطي كل نقطة في إسرائيل. وللاثبات فقط: إذا كانت حماس قد نجحت في عملية الجرف الصلب بإطلاق 120 صاروخ كمعدل وسطي في اليوم، فإن حزب الله مستعد لاطلاق كمية تعادل أربعة أضعاف ما كانت تطلقه حماس في اليوم، وعلى مدى كل أيام الحرب. معظم الصواريخ قصيرة المدى والتي تعني بأن الحياة في خط حيفا- طبريا وشمالاً ستكون تحدٍ ليس سهلاً، لكن حزب الله يعتزم بصراحة أيضاً توجيه ضربة ثقيلة إلى تل أبيب (بواسطة صواريخ بعيدة المدى وعلى نحو رئيسي M-600) وهو يستثمر الآن في دقة تلك الصواريخ وحجم رأسها المتفجر لتشديد الضرر الذي قد تحدثه.

الذراع الثاني يتعلق بمفاجآت من أنواع مختلفة: طائرات من دون طيار، طائرات صغيرة مسيرة (بعضها يحمل مواد متفجرة)، غواصين وقوارب سريعة، هجمات سايبر وضرب أهداف استراتيجية. وكل ذلك بهدف ضرب إسرائيل على نحو مهم، لايلامها، وربما أيضاً لشلّها.

الذراع الثالث هو متعلق بالوعي تماماً، ويتمثل في كلام (السيد) نصر الله حول “احتلال الجليل”، بواسطة سرايا الرضوان، قوات النخبة التابعة للحزب، هو معني بتنفيذ هجوم نوعي على أرض إسرائيل والسيطرة على مستوطنة أو موقع، وفي المقابل يمطر خط التماس بمئات الصواريخ الثقيلة من نوع بركان لإحداث أقصى قدر ممكن من الإصابات”.

معد التحقيق قال إن “كل من يمرّ على طريق الشمال لا يستطيع تجنب الأعمال الهندسية الواسعة التي تنفذ لتصعيب الحياة على حزب الله: حفر مفترقات، إقامة جرف صخرية، نشر جدران. الجيش غيّر خط التماس، ويرى كيف أن حزب الله خلف الحدود يتصرف مثله، يتمركز، يتحصن، يتعمّق في الأرض المبنية والمفتوحة، ليجعل الأمور صعبة على الجيش الإسرائيلي في الجولة المقبلة”.

ورأى ليمور أنه “في هذا المجال يحظى حزب الله بعلامة عالية: هو يقوم بعمل أساسي. هذا يتجسد بجمع المعلومات الممنهج، في النشاط المنسق الذي يمر في كل واحدة من القرى الجنوبية ألـ 230 وتحويلها إلى مناطق قتال محصنة، في إقامة عوائق وفي تركيز العلاقة مع الجيش اللبناني”.

وختم ليمور بالقول إنه “من ناحية إسرائيل يوجد في ذلك أخبار جيدة: في الحرب المقبلة لن تكون هناك معضلة التفريق بين الدولة وحزب الله. والتعاون الجلي بين الجيش اللبناني، وحزب الله حول لبنان وجيشه بالنسبة إلى إسرائيل إلى أهداف مشروعة،

والآن الحرب المقبلة ستضع أمام إسرائيل تحديات غير معروفة، ليس فقط من ناحية التهديدات على الجبة الداخلية والتي هدفها الواضح هو جباية ثمن باهظ وخلق ضغط على المدنيين والحكومة، إنما أيضاً على الجبهة.

الحرب في سوريا حوّلت حزب الله إلى قوة مدربة مع خبرة حربية مهمة، وعلى نحو أساسي حولته إلى جيش. من ناحية الجيش الإسرائيلي يوجد في ذلك مساوئ (قدرة حزب الله على العمل في إطارات كبيرة وعلى استخدام وسائل قتالية، دبابات ومدافع وأيضاً وسائل جوية واستخبارية متقدمة).

المصدر: صحيفة “يسرائيل اليوم”، عن الميادين نت